عُرف عن محمد عبدالوهاب فكره التجديدي فيما يتعلق بالموسيقى إجمالاً، وقد كان من أكثر الموسيقين الذين حاولوا إدخال آلات غير شرقية للأغاني في ذلك الوقت. لم يكتفي عبدالوهاب عند تلك النقطة بل من الأمور المثيرة للإهتمام أن التجديد الذي كان يسعى له قد طال الكلمات التي يغنيها، خصوصاً في محاولاته بدمج العامية الدارجة بالفصحى في سياق الأغنية الواحدة، وثابر في حدوثه خصيصاً في قصيدة كُتبت عبر الملقب بالأخطل الصغير الشاعر اللبناني الذي كان يخطو خطو الشاعر الأخطل التغليبي “بشارة الخوري” فكيف حدث ذلك؟
هناك عدة روايات قد قيلت في هذا الشأن، أحدها أن عبدالوهاب قد ذهب ذات مرة لبشارة الخوري وطلب منه أن يجرب تجربة جديدة وهي مزج اللغة الفصحى بالعامية في قصيدة واحدة، وقيل أن بشارة الخوري وافقه على مضض حين قال لعبدالوهاب في سياق حديثه:
سأكتب لك أغنية ذات وجهين، تُقرأ بالفصحى وتُغنّى بالعامية، وإن سُئلتُ عنها سأجيب بأني كتبتها لعبد الوهاب بالفصحى وهو الذي غناها بالعامية!
فكانت:
يا وردُ مَن يشتريك …… وللحبيب يهديك ..
أما التفاسير الأخرى، فقد قالت بأن أصل القصيدة فصيحة حقاً ولكن عناد عبدالوهاب ورؤيته التي يريد تحقيقها بخصوص خلط الفصحى بالعامية لتصير لوناً موسيقياً وثقافياً جديداً جعلته خلال غنائه أن يستبدل بعض الكلمات بالعامية لتتحقق رغبته.
غنى عبدالوهاب ياورد مين يشتريك في أحد أفلامه التي كان يحمل عنوان: يوم سعيد. وما يثير اهتمامنا هذه اللحظة هو أن كلمات الأغنية قد عبرت بشكل دقيق وبوضوح كالشمس عن باقة شمس حين قال:
أبيض غار النهار منه.. خجـول محتار
…
أصفر من السقم أم من فرقة الأحباب
يا ورد هون عليك
التعليقات مغلقة.