الورد رسالة سلام واستراحة محارب

الورد لطالما كان العلامة التي تؤدي إلى الخير والأمل، إلى السلام والمودة والحب.

الورد هي الملحمة الممتدة لتسطير هذا النوع من المشاعر بين الإنسان والإنسان. هي المستخدمة في بعض المواضع  كرسالة للسلام ومنع العنف كما ذكر لنا التاريخ ذلك في عدة مواقف:

بعد زمن من التحمل على الظلم والسيادة الديكتاتورية ونظام يحاول أن يخرس أي صوت معارض، ويوافق على أن تقدم أدنى الأجور للعمال في أوروبا كلها ويصدر قرارات بإنشاء معتقلات للتعذيب، تصاعدت احتجاجات الشعب البرتغالي والحركات اليسارية مع فئة من الضباط في عام 1974 مطالبين حاكمهم بالتنحي محاولين بذلك إسقاط النظام بأكمله. كانت قد برزت في تلك الحادثة صورة واضحة تناقلها التاريخ، كانت تلك الصورة تعكس الجانب المسالم منها ماحية أي عنف كان قد حدث أو كاد أن يحدث، إن الصورة المقربة والمركز عليها تاريخياً هي صورة لشعب ومواطنين ثائرين وضباط وضعوا في فوهة بنادقهم بدلاً عن الرصاص ورد القرنفل، التي كانت قد ازهرت في تلك الفترة تحديداً من العام، مدافعين بذلك عن مبدأ السلام والحرية حتى سميت تلك الحادثة والثورة بثورة القرنفل.

راشق الورد - بانسكي
راشق الورد – بانسكي

يحاول الفنان غالباً أن يوجه رسالة عادلة أو رسالة معارضة، أن يطالب بشيء  أو يثور ضد شيء، أو ربما يختصر حكاية طويلة في لوحة واحدة. وأحد أولئك هو الفنان المجهول والغامض، رسام الشوارع  البريطاني الأكثر شهرة بانكسي.
أحد رسومه الجدارية الأكثر شهرة حملت اسم “راشق الورد” وهي محاولة لتصوير أحد المتظاهرين وهو يستعد لإلقاء ما في يده، لكن لأن له رسالة محددة ورأي واضح، فلم يضع في يد ذلك المتظاهر قنبلة، بل باقة من الأزهار والورد.
إنه يحاول بذلك أن يوصل أراءه السياسية بطريقة المتخفي الغامض ولأنه يحمل دائما رسائل قوية في فنه فقد اكتسب شهرة واسعة عالمياً وقدرت لوحاته بمبالغ ضخمة.. و اقتدى بفنه وطريقة رسمه عدداً من رسامي فن الشوارع و الجرافيتي حول العالم.

بياعة الزنبق

http://https://www.youtube.com/watch?v=gYhkjfYvw2Q

حين لحن الريماوي أغنية “بياعة الزنبق” كان هو وصاحب الكلمات -عدنان العودة- يتفقان على أنها أغنية سورية تحاكي أوجاع السوريين، حين كانت تحاول بائعة الزنبق توزيع الورد في ساحات دمشق كرسالة سلام، فقالت:

وحدة لأرملة الشهيد ..شاريتا قبل الغلا صبحية يوم العيد ..
وحدة لأم ..بتموت عالزنبق البلدي .. وبتنوح ..يــا ولدي ..

و اتفقا كذلك أنها تحاول أن تقول باختصار: أن الحروب الأهلية الكل فيها خاسر فالقاتل سوري والمقتول سوري، فقدمت تلك البائعة وردها عليهم:

وآخر وحدة لقاتل ..ناوي يخبّي بوراقا ..جرح القتيل .. قبل ما يسيل ..

إن بائعة الزنبق هنا لا تنحاز لطرف، لا تقول شيء غير أن الورد -السلام- يستحقها كافة الأطراف، تحتمل كافة الاوجاع، تحاول أن تخفف عبء الألم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.