إن تاريخ ميل الإنسان البشري إلى الورد ليس ثابتاً، فلا أحد يستطيع أن يكون دقيقاً في تاريخ أول وردة تم قطفها لتهدى لحبيبة والعكس. لكن بناءً على علم البيوفيليا والمهتم بالعاطفة والحب والشعور بالحياة، فإن الإنسان بطبعه ميال للطبيعة وكل ماهو حي، وعلاقة الإنسان بالطبيعة هي السبب الأول لاستمراره في الحياة، واستمرار الحياة فيه. وهذا تعليل واضح لميلنا للورد والأزهار والأشجار – أي كل ماهو حي-.
وقد ذكرت الدراسات اكتشاف باحثون يابانيون لمجموعة من الفوائد بعد مراقبة مجموعة من الأشخاص الممارسين ل شينرن يوكو “الاستحمام في الغابات” وهو تقليد ياباني يقومون به منذ مئات السنين بالمشي في الغابات، وبين الأشجار للترفيه عن النفس، وذكرت الدراسة مفصلة ذلك:
فاكتشف باحثون يابانيون مجموعة من الفوائد بعد مراقبة أشخاص يمارسون «شينرين يوكو» أو «الاستحمام في الغابات»؛ أي ببساطة الذهاب للنزهة في الغابة. فقد تباطأ معدل ضربات القلب، وانخفضت مستويات هرمون التوتر «الكورتيزول»، وكان معدل ضغط الدم أقل بكثير مما كان عليه عندما قيس في المدينة، لكن ذلك لم يكن كل شيء؛ إذ كشفت مجموعة من اختبارات القلب والتوتر عن أن الجهاز العصبي اللاإرادي والمركزي، وكذلك الغدد الصماء والجهاز المناعي تأثروا جميعًا إيجابيًّا..
كما أن هناك عدة نظريات تدلي لنا بخيوط لدلالات وتفسيرات لمحبة الانسان للورد والأزهار تحديداً فمثلا نظرية -الصيد وجمع الثمار- تدلل بصراحة على أن الإنسان قبل -الزراعة- كان يرى الزهور كدليل للبقاء والتكاثر ومنها لحب الحياة، لفكرة أن الثمار هي عبارة عن أزهار قبل أن تنضج وتصير قابلة للأكل. ومن التفسيرات المرتبطة بتلك النظرية وفكرة الحب والحياة والورد، هو أن الرجل فيما مضى كان يميل للأنثى التي يجد على شفاهها آثار لصبغات بعض تلك الثمار – أحمر، أصفر، بنفسجي_ كالتوت والرمان على سبيل المثال، فيأتي لذهنه بشكل ما أنها أكثر قدرة على البقاء والمحافظة على نسلها ونفسها.. ولعل الرومانسية في ذلك الوقت كانت تقتصر على ذلك.. وتبعاً لنظرية التطور فقد تطورت اللغة وتطورت الرومانسية، وكذلك استخدامات الأشياء والورد ولكن الثابت في الامر هو أن الورد أحد مسببات استمرار الحياة لتصير جزء من أغاني الإنسان وثقافته كوسيلة لتهذيب المزاج وتحسينه، ووسيلة أولى للحب.
أهدوا الورد وأغاني الورد لأنفسكم، و لمن تحبون..
التعليقات مغلقة.