طلال مداح هو زارع الورد الأول الذي نثر الورد مجازاً على راحة القلوب، تاركناً جذور وردته الأولى مغروسة بصلابة داخل الأرض متبرعمه حية على سطحه وفي مسامع السامعين، فاستطاع من بعد ذلك الانتشار والتمدد..
اعتبر البعض أن انطلاقته الأولى كانت من ورد، وهذا ما يليق بفنان على أي حال، كما قيل بأنها انطلاقة خجولة بعاطفة مفعمة، قوية لا تتردد في الظهور والدفاع عن وجودها، كانت أغنيته ” يا زارع الورد..” هي أولى الأغاني العاطفية السعودية، التي وظف من خلالها طلال استخدام قوته و عبقريته الموسيقية كملحن ومغني، وفنان، ربما لم يكن متعمداً في تلك اللحظة ليكون صوت الأرض، إلا أنه في حال افترضنا خروج لحنه الأول بكل عفوية، فإن التاريخ يشهد لعفوية طلال وموهبته بأنها استطاعت منذ تلك اللحظة أن تصير جزءً من تركيبته الغنائية المؤثرة، حيث أنها تسببت في إحداث تطوير وتغيير لتشكيل بدايات، ورسم ملامح حركة لحنية جديدة للأغنية السعودية.
فكانت “يا زارع الورد..” نقلة وتغيير في حركة اللحن من أغنية اللحن الواحد إلى لحن الكوبليهات، ولم يفعل ذلك كمغني وملحن سابق لقدراته وزمانه، بل كابن بلد و انسان يسعى للجمال قبل ذلك..
يقال بأن طلال مداح حين تسلل إلى قلوب عشاقه لأول مرة، خرج حاملاً وردة. قيل بأنه حدث ذلك في مرة حين دخل الإذاعة السعودية للغناء، فتم توجيه كلمات صارمة له في ما معناها أنه من غير المسموح لك الغناء عن حبيبتك أو في الحب. فقام و أخرج طلال وردة من جيبه قائلاً:
وماذا عن هذه الوردة؟!
فأحتضن عوده وبدأ يغني: وردك يا زارع الورد… صبح صباح الخير من غير ما يتكلم …
التعليقات مغلقة.