للشوكولاته معناها وقيمتها، بل إن الشوكولاته بشكل حقيقي، هي أحد مصادر السعادة، بل الأكثر هي تستطيع أن تكسب مزاجك، وتعطيك نظرة أكثر إشراقًا للحياة.. مفعولها كالسحر، ورفيقة جيدة لكثير من الأوقات.. و غالبًا هي جمال كثير من الجلسات.. واللقاءات.. وهي هدايا خفيفة وقريبة للقلب دائمًا..
لكل الأشياء بداية، فمتى بدأ تاريخ إرسال علب الشوكولاته كهدية؟
تقديم علبة شوكولاتة أو تلقيها كهدية في المناسبات الخاصة، مثل عيد الحب، تمنح المفاجأة طابعًا راقيًا لكنها تجعلنا نفكر في أصل هذه الفكرة، وكيف بدأت. وبالقليل من البحث نعرف أن تاريخ علبة الشوكولاتة أكبر مما كنا نتصور!
حين كانت الشوكولاته تمثل اعتقادا بأنها هدية الآلهة!
قصة الشوكولاتة نفسها بدأت في أمريكا الوسطى حينما كانت مشروبًا تستمتع به النخبة في حضارتي الأزتيك والمايا. وبينما لا نعرف تاريخ اختراعها يقينا لأول مرة تحديدًا، فإن كل ما نعلمه أن المشروبات المصنعة من الشوكولاتة موجودة منذ 1900 قبل الميلاد، أي أنها قديمة حقًا.
وكان الأزتيك يقولون إن مذاقها الحلو الناعم هدية من الأفعى المجنحة؛ الإله “كيتزالكواتل”، إله الرياح والتعلم.
تقول الأسطورة بأن تلك الإلهة أسقطت حبوب الكاكاو بينما كانت تطير في السماء –التي تحتفظ بها الآلهة فقط- كهدية للإنسان، وكانت هذه بداية تقديم الشوكولاتة كهدية.
وكانت الحبوب ذاتها لها قيمة عالية لدى الأزتيك والمايا والمناطق المجاورة، حتى إنها كانت تُتداول كعملة في بعض الأحيان.
حين أصبحت الشوكولاته هدية العالم الجديد!
قِيل إن كريستوفر كولومبوس تلقى علبة الشوكولاتة هدية من زعيم للهنود الحمر في إحدى رحلاته الأولى إلى أمريكا الوسطى، إلا أنه لا يمكن التحقق من صحة هذه الواقعة.
لكن الأكيد أنه وغيره من الغزاة الآخرين عرفوا قيمة الشوكولاتة بالنسبة للسكان المحليين حتى إنهم أخذوا بعض حبوبها عند عودتهم إلى إسبانيا. وفي ذلك الوقت، لم تكن لديهم أي فكرة عما يجب فعله بها، لكنهم كان يدركون أن لها سرا غامضا، وكانوا يسمونها لوزًا في بداية الأمر.
كما لاحظ العديد من الغزاة الأوائل، مثل هيرنان كورتيز، أن الشوكولاتة أو”شوكواتل” كما سماها السكان المحليون، تم تبادلها بين أهل بلدة مونتيزوما كهدايا في علب منذ ذلك الوقت.
حين صارت الشوكولاته هدايا الملوك والنبلاء!
بمجرد أن تمكن الطهاة الأوروبيون من تحويل الحبوب مرة المذاق إلى شوكولاتة، انتشرت شعبية هذا الصنف في جميع أرجاء القارة.
ومن أمثلة بداية هذا الانتشار، أن الأميرة آن، أميرة إسبانيا، بعد أن تزوجت الملك لويس الثالث عشر ملك فرنسا عام 1615، أهدته مشروبا غامضا أتت به من العالم الجديد، وسرعان ما أصبح صيحة جديدة في الأرجاء الفرنسية.
ولم يمض وقت طويل حتى أصبح تقديم الشوكولاتة عادة بين أفراد العائلة المالكة وطبقة الأرستقراطيين في جميع أنحاء القارة.
حين تأصلت الشوكولاته كـ هدية للحبيب
لم تعد الشوكولاتة متعة مقتصرة فقط على النخبة، فالجميع اليوم بإمكانهم الاستمتاع بها، سواء بأكلها أو تناولها مشروبا.
وتقليد تقديم علبة أو سبت من الشوكولاتة المتعارف عليه اليوم، يعود إلى عام 1853، عندما استفادت شركة كادبوري من انخفاض تكاليف الاستيراد وصنعت أول قطعة شوكولاتة.
كما استفادت من ارتفاع شعبية الشوكولاتة كهدية في عيد الحب وبدأت في بيع علب وصناديق ذات نقشات جذابة، ومن هنا بدأت صيحة جديدة مستمرة إلى اليوم، يلجأ إليها الناس في مختلف المناسبات، سواء في الأعراس والزواج والترقيات أو حتى المرض.
فإذا كان لديك شخص عزيز مُحب للحلوى، فعلبة الشوكولاتة ستكون أنسب هدية له، مع باقة من الورد، أيا كانت المناسبة.
التعليقات مغلقة.