فيروز أكثر من غنّى للورد ..
لم نقم بإحصائية حتى نعطي هذا الحكم على أغاني فيروز، لكن هي كذلك غالبًا بناءً على تصورنا الشامل للنواحي البيئية فقد قالت فيروز:
ذاكر ياترى سورنا الأخضر حيث كانت تفيء الطيور
يومها حبنا كان في حينا قصة الورد لحن الزهور
بيئة السور الأخضر والفي والطيور والورد والزهر هي التي عاش فيها كلًا من فيروز والكتّاب الذين كتبوا لها وغنت لهم، فلبنان دولة خضراء بهية، نبع للورد وفيضان للزهر، ومن هنا لابد وأن يكون الورد حاضراً في كثير من أغانيها، إضافة للبيئة فإن الرقة والنعومة والجمال والبهاء كما غنّتها رسمة صورة ذهنية لبيوت لبنان قائلةً:
درج الورد مدخل بيتنا ..
درج الورد جنّة حمانا ..
بل إن كل مايخص الموسيقى والأغاني وروعتها الفيروزية تكمن في الورد، والورد دلالة واضحة وهدية العشاق حين غنّت:
وهديتني وردة
فرجيتا لصحابي
خبّيتا بكتابي
زرعتا عالمخدة
هديتك مزهرية
لا كنت تداريها
ولا تعتني فيها
تَ ضاعت الهدية
وهنا نجد وضوحًا لرمزيتها التي تقول بشكل مباشر أن الورد رمز للرومانسية والحب فكان لزهر تشرين ذكر خاص:
راح بتطل من الشباك
الورده تقول تفضل
حمرا سطيحاتك حمرا كلها رفوفها عصافير
خضرا طرقاتك خضرا راح بتلفك وتطير
طل وســـــــألني اذا نيسان دق الباب
خبيت وجهي وطار البيت فيي وغاب
حبيت افتح له وعالحب اشــــــرح له
طليت ومالقيت غير الوردعندالباب
بعدك على بالي ياقمر الحلوين
يازهرة تشرين يادهبي الغالي
بعدك على بالي يا حلو يا مغرور
يا حبق ومنتور على سطحي العالي
وطالما اجتمعت كل هذه العناصر المهمة في أغاني فيروز فإنها بلاشك تعطي نتيجة نهائية بأن الورد غناء فيروزي ممتد يتفتح ويتورد وينمو في القلب والحياة ..
التعليقات مغلقة.