مع تغيّر توقعاتنا تجاه العمل وبيئة العمل أصبح مدراء الموارد البشرية مشغولين أكثر بتوفير بيئة مناسبة تضمن رفاهية الموظفين، تتضمن امتيازاتٍ تحفيزية تتخطى بكثير مجرد تحويل الراتب في نهاية كل شهر، فالمواهب النادرة أصبحت أكثر انتقائيةً في اختيار أماكن العمل، بحسب إحصاءات التوظيف لعام 2021، فإن 80٪ من قادة الموارد البشرية يقولون إن العلامة التجارية لصاحب العمل لها تأثير كبير على قدرتها على جذب المواهب.
لذلك، بات من الضروري على مدراء الموارد البشرية السعي لمواكبة أفضل الممارسات في تقديم امتيازات وحوافز للموظفين والتي تزيد من كفاءة أداء قسم الموارد البشرية، مع ضمان مع توفير الوقت والمال المَوْرِدَين الأكثر قيمة في الأعمال التجارية..
في هذا الدليل جمعنا بعض أفضل الإجراءات التي تساعد مدراء الموارد البشرية في تقديم امتيازات تحفيزية للموظفين تُمكّن من خلق بيئة عمل إيجابية تزيد من الإنتاجية وبالتالي في الأرباح..
لماذا يجب على قسم الموارد البشرية استخدام استراتيجيات تحفيز الموظفين؟
في المناخ اقتصادي صعب وضبابي يُصبح تقديم امتيازات تحفيزية، وسيلة فعالة لتحسين الروح المعنوية للموظفين وأدائهم، المكافآت والامتيازات تحقق نتائج قيّمة للشركة، وتساعد مدراء الموارد البشرية على أداء وظيفتهم بشكل أفضل، عندما يشعر الموظفون بالتقدير ويحصلون على المكافآت، يتحسن عملهم، ويصبحون أكثر إنتاجية، ويعملون بجد وولاء، ويرتفع معدل الرضا الوظيفي، وبالتالي تنخفض تكاليف دوران الموظفين ويصبح مكان العمل أكثر متعة للجميع، وهذه النتائج مناسبةٌ تماما لقادة الموارد البشرية، كما ويحرصون أيضا على أن تكون هذه الامتيازات منخفضة التكلفة، ولا تستهلك الكثير من الوقت والجهد.
فيما يلي 4 ممارسة فعالة تساعد مدراء الموارد البشرية على توفير الوقت والمال والجهد في تقديم امتيازات تحفيزية للموظفين:
السلامة كامتيازٍ في بيئة العمل
توفير بيئة سليمة للموظفين هو امتياز تحفيزي هام من الضروري أن يوفره قسم الموارد البشرية.
بيئة العمل الخالية من الإصابات والحوادث تجذب الموظفين، الموظفون الذين يشعرون بالأمان في بيئة عملهم سيعملون بشكل أكثر فعالية وسعادة من أولئك الذين لا يشعرون بالراحة، لذلك فإن السلامة في مكان العمل يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
توفير مساحة عمل سليمة وآمنة للموظفين لا يكلف الكثير من الوقت والمال، ولكنه يعود بالكثير من الفوائد على الشركة، دمج إجراءات السلامة والأمان هو الممارسة الأقل كلفة ولكنه دافع قوي لتحفيز الموظفين على تقديم أداء أفضل، يقوم الموظفون الذين يتمتعون بالأمان، والصحة الجيدة بالمهام بشكل أكثر كفاءة وهم أكثر رضا بشكل عام.
عندما تولى “بول أونيل” زمام القيادة في شركة ألكوا Alcoa العملاقة في عام 1987، المنتِج الرائد للألمنيوم في العالم والتي تدير عملياتها في 10 دول؛ أعلن أن أولويته الوحيدة هي زيادة سلامة الموظفين، وكان ذلك صدمةً لغرفة مجلس الإدارة، لكن أونيل أدرك أن السلامة كانت مصدر قلق كبير للموظفين، وعلى مدى السنوات الـ 13 التالية، ارتفعت إنتاجية الموظفين حيث انخفضت معدلات الحوادث من واحد تقريبًا في الأسبوع لكل مصنع، إلى أن استمرت بعض المصانع لسنوات دون وقوع أي حوادث تُذكر، وقبل أن ينسحب أونيل بعد ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن، كان الدخل السنوي لشركة ألكوا قد نما بنسبة 500٪! وزادت القيمة السوقية للشركة من 3 مليارات دولار في عام 1986 إلى 27.53 مليار دولار في عام 2000، بينما زاد صافي الدخل من 200 مليون دولار إلى 1.484 مليار دولار!
تحسين الاتصال الداخلي
يُغذّي التواصل الداخلي القوي ثقافة الشركة ويعزز تحفيز وتفاعل الموظفين، هناك فرصة هائلة لمدراء الموارد البشرية للاستفادة من التأثير المحتمل الذي يمكن أن تحدثه استراتيجية الاتصال الداخلي الناجحة على سمعة الشركة داخليًا مع الموظفين، وخارجيًا مع جمهورها، فلا شيء سيجعل فِرق العمل تشعر بالتقدير أكثر من التواصل شخصيًا لمعرفة احتياجاتهم.
يعتبر تحسين الاتصال الداخلي من أفضل الممارسات والإجراءات المعمول بها للتواصل مع الموظفين وزيادة تحفيزهم، يُمكّن الاتصال الداخلي من توفير تدفق فعال للمعلومات حول الشركة حتى يتمكن الموظفون من أداء وظائفهم بشكل جيد.
الاتصال الداخلي هو موردٌ مجاني ولا يهدر الجهد والمال، وخارطة الطريق التي تحفز الموظفين على تعزيز التعاون داخل الشركة وتفاعلهم، وتقديم أفكارهم وآرائهم، كما ويمكن أن يعزز إنتاجية الموظفين، وانخراطهم في الأنشطة، وهو ما سيساعد في تأسيس الدافع لديهم للعمل بجدية أكبر والقيام بعمل أفضل جودةً في الشركة.
وفقًا لتقرير بيانات Bambu ، يريد 80٪ من الموظفين أن يبقيهم صاحب العمل على اطلاع دائم بأخبار الشركة؛ قال 77٪ أنها ستساعدهم في وظائفهم، وقال 66٪ إنها تساعدهم على بناء علاقات أفضل مع زملائهم، بالإضافة إلى ذلك، قال 63٪ أن ذلك سيساعدهم على أن يصبحوا مدافعين عن الشركة ويخبروا الآخرين عن شركتهم.
يبحث قادة الموارد البشرية دائما عن حلول الاتصال الداخلي المبتكرة التي تصل الموظفين أينما كانوا، عندما أرادت Virgin Trains تشجيع المزيد من التواصل بين القادة والموظفين، وبين كبار السن والعاملين الأصغر سنًا، قامت بتطبيق منصة أساسية متصلة وقابلة للتتبع يمكن للجميع الوصول إليها من أي مكان عبر الهواتف الذكية للشركة، كان بإمكان الموظفين الوصول إلى العديد من التطبيقات المختلفة المليئة بالمحتوى المنسق، مما يسهل على القوى العاملة بأكملها البقاء على اطلاع، والبقاء على اتصال، والتواصل عبر الفرق.
يوم العمل من المنزل
نما عدد الشركات التي تقدم فرصًا للعمل عن بُعد بنسبة 44٪ خلال السنوات القليلة الماضية، وغالبًا ما ينظر الموظفون إلى خيار العمل عن بعد على أنه ميزة.
في دراسة نشرها مزود خدمات المكاتب في سويسرا IWG كشفت أن 70٪ من الأشخاص حول العالم يعملون عن بعد مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، بينما يعمل 53 % عن بُعد لمدة نصف الأسبوع على الأقل.
استطلعت مزود خدمات المكاتب في سويسرا 18000 متخصص في الأعمال عبر 96 شركة دولية من أجل الدراسة، قال القائمون على الدراسة أن الشركات الراسخة كانت تقود مهمة السماح بفُرَصِ العمل المرن عن بعد، لتعزيز الإنتاجية والرضا الوظيفي.
هناك العديد من الأسباب والفوائد الموثوقة التي تجعل العمل عن بُعد شائعًا جدًا، خصوصا في أوساط الموظفين الأصغر سنّا، فمن الواضح أن مزايا العمل عن بُعد تساعد في إبقاء الموظفين سعداء وفاعلين وراضين، وفقًا لتقرير Gallup’s State of the American Workplace ، “تحدث زيادة المشاركة المثلى عندما يقضي الموظفون [حوالي] ثلاثة إلى أربعة أيام في العمل خارج الموقع.”
يعتبر السماح للموظفين بالعمل بين الحين والآخر من المنزل أو من أي مكان امتيازا يساعد في تحفيز الموظفين ورفع إنتاجتهم، في دراسة إنتاجية العمل عن بُعد في جامعة ستانفورد لمدة عامين، تابع الباحثون 500 موظف بعد تقسيمهم إلى مجموعات عمل “عن بعد” و في “المكاتب التقليدية”، لم تُظهِر نتائج مجموعة العمل عن بُعد زيادة في إنتاجية العمل تساوي يوم عمل كامل فحسب، بل أظهرت أيضًا عددًا أقل من أيام المرض وانخفاضًا بنسبة 50% في تناقص الموظفين.
وتم إرسال استطلاع إلى 250 موظفًا تضَّمن الاستطلاع أسئلة حول خبرات الموظفين في العمل عن بعد، وعن تأثير العمل عن بعد في تحفيز الموظفين، وذكر المستجيبون فوائد مثل العمل بكفاءة وإمكانيات أفضل للتركيز، وزيادة التوازن بين العمل والحياة وزيادة التحفيز للعمل.
تجد العديد من الشركات في قطاع التكنولوجيا أن العمل عن بعد هو امتداد طبيعي لطريقة عملها، إذا كان الموظفون بحاجة فقط إلى جهاز كمبيوتر محمول واتصال بالإنترنت للقيام بعملهم، فهي لا تقوم بربطهم بالمكتب طوال الوقت.
يمكن لمدراء الموارد البشرية تخصيص بضعة أيام للموظفين ليقوموا بأعمالهم من المنزل أو من أي مكان يفضلونه (المقهى الشاطئ، الفندق.. إلخ)، يمكن تحديد الحد الأدنى لعدد الساعات التي يمكنهم العمل فيها من المنزل، أو السماح لهم بتعيين ساعاتهم المفضلة، هذه الممارسة الفريدة لا تكلّف المال والوقت على العكس، توفر نتائج عملٍ أفضل.
تصميم برامج المكافآت للموظفين ?
تنظر معظم المنظمات إلى المكافآت على أنها وسيلة لتحفيز الموظفين، يمكن لنظام المكافآت المصَمّم بعناية أن يوَلّد نتائج أعمال قيمة للشركة.
برامج مكافآت الموظفين وتقديرهم هي اعتراف بمساهمات الموظفين في أهداف الشركة وتُظهر التقدير لجهودهم، وهي ضرورية لضمان بيئة عمل عالية الأداء، وروحا معنوية عالية، وموظفين أكثر سعادة، وتقليل معدل دوران الموظفين، وتحفيز الموظفين للبقاء في الشركة، وتمنح الدافع للأداء بفعالية وكفاءة نحو تحقيق الأهداف التنظيمية.
تكمن أهمية مكافأة الموظفين في المؤسسة في أنها تحفز الموظفين على العمل بجدية أكبر وأن يكونوا أكثر إنتاجية، تثبت دراسات من McKinsey أن التقدير الشخصي والمكافآت يمكن أن يكون لهما تأثيرات أكثر عمقًا على تحفيز الموظفين، ووفقًا لإحدى الاستطلاعات، قال 79% من الموظفين أن التقدير يجعلهم يعملون بجد، و 78% أكثر إنتاجية بعد المكافأة.
تفضل بعض الشركات المكافآت النقدية، بينما تفضل شركات أخرى المكافآت غير النقدية، وتتضمن برامج المكافآت التعويضات والامتيازات، وأيضًا فرص النمو الشخصي والمهني وبيئة العمل المحفزة.
تحذر آشلي ويلانز وهي أستاذٌ مساعد في وحدة التفاوض والمنظمات والأسواق في جامعة هارفارد، من أن تقديم أكوام من المال قد لا يكون بالضرورة أفضل حافز للموظفين.
شاركت آشلي ويلانز في كتابة ورقة بحثية عن التعويضات والامتيازات بعنوان: “الفوز في حرب البحث عن المواهب: طرقٌ تحفيزية حديثة لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم”، مع أنيس تيبو لاندري من جامعة كيبيك بمونتريال، وآلان شويير من مؤسسة أبحاث الحوافز .
يُظهر البحث أن المكافآت التي تشير للموظفين بأنهم قاموا بعمل جيد وأن مديرهم يهتم بهم ستشجع الموظفين على الرغبة في العمل بجدية أكبر، تقول ويلانز: “في كثير من المنظمات، لا توجد برامج تقدير للموظفين على الإطلاق، لذلك يحتاج أصحاب العمل إلى اللحاق بالركب”.
تضيف ويلانز: “قد يُفضل الناس الهدايا غير النقدية لأنهم غالبًا ما ينفقون مكافآت نقدية على الضروريات الأساسية مثل دفع الإيجار أو شراء البقالة، وهي معاملات (أي غير النقدية) لا تُنسى وممتعة أقل من الجوائز الفاخرة مثل الإلكترونيات أو الرحلات، بل إنه من الأفضل أن تبدو الهدية شخصية، يمكن للشركة أن تمنح الموظف الذي يستمتع بأنشطة اللياقة البدنية بطاقة هدايا لمتجر يبيع ملابس رياضية، بينما يُمنح موظف آخر من كبار المعجبين بـ Red Sox تذاكر لمباراة قادمة.”
? للمزيد عن برامج مكافآت الموظفين اقرأ أيضا: دليلك المتكامل إلى هدايا الموظفين
بحلول عام 2012 يواجه مدراء الموارد البشرية في الشركات تحديات جديدة لتحفيز الموظفين ودمجهم في بيئة العمل، نقدم في منصة Glee حزمة من حلول الإهداء ومكافآت الموظفين، تساعد الشركات ومدراء الموارد البشرية في تطوير برامج مكافآت للموظفين تضمن بيئة محفزة وممتعة في مكان العمل، توفر منصة Glee صيغة إهداء مرن للموظفين، مع مئات الخيارات المتنوعة من بطاقات الهدايا بميزانيات معقولة، توفر الوقت والجهد والمال لمدراء الموارد البشرية.
ربما حان الوقت لتُجرّب خطة برامج مكافآت الموظفين، تُحوّلُ فريق العمل في الشركة إلى فريق تعاوني شديد التحفيز؟
التعليقات مغلقة.