الوظيفة أكثر من مجرد وسيلة لتحقيق الدخل المادي، فهي المكان الذي يقضي فيه الموظف أكثر وقت في يومه، ويقضي مع زملائه وقتًا أطول مما يقضيه مع أسرته، وإذا لم يكن ذلك الوقت مريحًا له سينعكس الأمر في النهاية سلبًا على أدائه وإنتاجيته وسلوكه بالعمل؛ لذا فإن الرضا الوظيفي من أهم الأساسيات التي يجب أن تحققها الشركات وقطاعات العمل لتوفير بيئة عمل منتجة ومريحة للموظف، نتحدث في هذا المقال عن كيفية تحقيق الرضا الوظيفي و تأثيره على الأداء والإنتاجية.
ما هو الرضا الوظيفي؟
الرضا الوظيفي، هو مستوى الراحة والامتنان الذي يشعر به الموظف تجاه وظيفته وشركته، ومدى سعادته ورضاه عن الدور الذي يؤديه في عمله. غالبًا ما يكون هذا الرضا نتيجةً مباشرة لمدى تلبية الوظيفة لاحتياجات الموظف ورغباته، وهو مقياس غاية في الأهمية لنجاح المؤسسة وعامل أساسي في زيادة إنتاجية الموظف.
يُعد رضا الموظفين أمرًا بالغ الأهمية لنجاح النظام في أي شركة لأنه يؤثر بشكل مباشر في الإنتاجية ومدى إخلاص الموظف لشركته وتمسكه بوظيفته، وعلى العكس الموظف الذي لا يشعر بالرضا الوظيفي ولا يحصل على تعويضات ومزايا وتقدير مادي ومعنوي ومشاركة مؤثرة في عمله، تقل إنتاجيته أو سيترك العمل في النهاية ليجد الوظيفة التي تحقق له الرضا والتقدير الذاتي.
ما أهمية الرضا الوظيفي؟
الموظفون هم القطاع الأكثر قيمة للشركة، إذ تبدأ عجلة الإنتاج وتنتهي بهم، وإذا شعر الموظفون بالرضا تجاه وظيفتهم والشركة التي يعملون بها، فإنهم سيبذلون جهدًا إضافيًا، والعكس صحيح أيضًا.
من هنا تأتي أهمية الرضا الوظيفي، والذي يجب أن يكون أولوية قصوى لأي شركة أو منظمة من أجل الأسباب التالية:
-
تقليل معدل دوران الموظفين:
الموظف الذي يشعر بالرضا عن وظيفته وتقديره لذاته في الدور الذي يمارسه سيشعر بالولاء أيضًا للمنظمة التي يعمل بها، وبالتالي فإن الرضا الوظيفي يقلل من معدل دوران الموظفين أو الـ Turnovers فكلما كان الموظف سعيدًا وراضيًا في وظيفته، طالت مدة بقائه في الشركة. يكلف معدل دوران الموظفين المرتفع الشركة الكثير من الوقت والمجهود لتدريب الموظفين الجدد، فضلًا عن التكلفة المادية.
-
زيادة الإيرادات والإنتاجية:
يعمل الموظف الراضي بجهد أكبر وبشغف من أجل الشركة، ما ينعكس بدوره على إنتاجيته، وتحقيق مزيد من الإيرادات للشركة. كشفت الإحصاءات أن الموظف الذي يشعر بالرضا الوظيفي تزيد إنتاجيته بمعدل 12% تقريبًا.
-
نمو الشركة على المدى الطويل:
إذا شعر الموظف بالرضا في وظيفته وتجاه المؤسسة التي يعمل بها، سيكون قادرًا على الالتزام الكامل تجاهها، وسيؤدي ذلك إلى زيادة شعوره بالولاء، والتفاني في العمل، وبالتالي تحقيق أهداف طويلة المدى للشركة والشعور بالانتماء لها.
-
زيادة تركيز الموظف:
الموظف الذي لا يحصل على تقدير مادي ومعنوي ولا يشعر بالرضا تجاه وظيفته لن يكون قادرًا على التركيز على متطلبات وظيفته وسيكون مشتتا بسبب احتياجاته.
-
الانتماء الوظيفي:
ينتمي الشخص حيث يشعر بالراحة والأمان، وشعور الموظف بالانتماء قد يبدو أمرًا بسيطًا، لكنه في النهاية ينعكس على ولائه للشركة ورغبته في الاستمرار فيها حتى مع توافر عروض وظيفية أخرى، لكن شعوره أنه جزء من كيان الشركة سيحفزه دائمًا على الاستمرار فيها والنمو معها.
-
تحسين جودة العمل:
لا شيء قد يجعل الموظف متحفزًا لإنتاج عمله بأحسن جودة ممكنة بقدر شعوره أن وظيفته تلبي احتياجاته المادية والمعنوية وأن رؤسائه يقدرون عمله، وأنه يشعر بالرضا الوظيفي في نهاية اليوم.
قد يهمك:6 إستراتيجيات مهمة لتعزيز الولاء الوظيفي في بيئة العمل
كيفية تحقيق الرضا الوظيفي؟
إدراكًا لأهمية الرضا الوظيفي، أصبح اتجاه الشركات الآن هو تسخير جهودها لتتبع رضا الموظفين، وذلك عبر استطلاعات الرأي الدورية للحصول على تقييم الموظف ورأيه في بيئة العمل ورؤسائه ووظيفته، وأهم مقترحاته حول تحسين بيئة العمل.
تحقيق رضا الموظفين قد يبدو أمرًا معقدًا ولكن بالفعل هو سلسلة من الخطوات البسيطة التي ستؤدي في النهاية إلى بيئة عمل مريحة ومكسب متبادل بين الشركة والموظف، الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال الخطوات التالية:
-
راتب مناسب:
الراتب هو أحد أهم العوامل الأساسية التي تؤثر في رضا الموظفين، فالجميع يعمل بالنهاية لتحقيق الدعم المادي لتغطية المتطلبات اليومية وتحقيق الرفاهية. إذا حصل الموظف على راتبه المتوقع والمُرضي، فسيكون راضيًا عن وظيفته، إذ يستطيع أي شخص أن يعمل بهدوء إذا كان لديه مصدر دخل ثابت ومرضي.
-
التقدير المعنوي:
حتى لو كان الموظف يحصل على راتب مناسب، فإن الكلمات التشجيعية، والإشادة بعمله له وقع كبير عليه، وتزيد من تحفيزه على العمل بجدية أكبر وتحسين جودة الإنتاج.
-
توفير بيئة عمل مريحة:
يحتاج الموظفون إلى بيئة عمل جيدة ليكونوا في أفضل حالاتهم. تتضمن بيئة العمل الجيدة: الأجواء الهادئة، ونظافة المكان، ووجود نظام عمل واضح، وتسهيل وصول الموظف للأدوات التي يحتاجها في عمله، وتوفير حقوقه من تأمينات اجتماعية وطبية وغيرها.
-
وضع جداول عمل قابلة للتحقيق ومرنة:
تساعد جداول العمل المرنة الموظفين على العمل بالسرعة التي تناسبهم ووفقًا لقدراتهم، كما تعمل على تحسين معدل الإنتاجية الإجمالية، وتساهم في تحقيق رضا الموظفين، على عكس مواعيد التسليم المضغوطة التي تؤدي إلى خلق أجواء متوترة وتقليل الجودة، وتركيز الموظف على الانتهاء من المهمة بدلًا من تقديمها بأفضل صورة.
-
ساعات دوام عادلة:
أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في رضا الموظفين هو مدى قدرتهم على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. توفر بعض الشركات إمكانية العمل عن بعد، والحصول على ساعات دوام، مرنة ما يجعل الموظف يعمل في بيئة لا يشعر فيها بالضغط أو أن حياته الاجتماعية انتهت لأنه إما مكبلًا بمئات المهام التي تحتاج منه العمل في المنزل، أو أن ساعات عمله لا تسمح له بالراحة.
-
المكافآت الدورية:
إلى جانب الرواتب، يساعد نظام المكافآت على تحفيز الموظف فهو بمثابة هدية بسيطة تعبر عن امتنان الشركة لموظفيها وتقديرها لجهودهم. توفر شركة رسال المتخصصة في حلول البطاقات الرقمية مسبقة الدفع وبرامج المكافآت إمكانية إرسال جوائز ومكافآت لموظفي الشركات، ويمكن الاختيار من بين أكثر من 800 علامة تجارية محلية وعالمية، ما يساعد المؤسسات المختلفة على تقدير موظفيها عبر تجربة فريدة في استخدام البطاقات الرقمية في أي وقت ومكان.
تأثير الرضا الوظيفي على الأداء والإنتاجية:
ينعكس الرضا الوظيفي بشكل مباشر وإيجابي على أداء الموظفين وإنتاجياتهم، فالموظف الذي تمنحه شركته الأدوات والمزايا والتعويضات المادية، سيكون في النهاية ممتنًا لها وسيحاول بذل قصارى جهده في عمله للتعبير عن هذا الامتنان.
يمكن أن يؤثر الرضا الوظيفي على الأداء والإنتاجية بأكثر من طريقة على سبيل المثال:
-
تقديم مقترحات تطويرية:
الموظف الذي يشعر بالرضا والتقدير سيحاول في النهاية إنجاح المنظومة التي يعمل بها من خلال البحث عن اقتراحات جديدة وتقديم خطط تطويرية والبحث عن حلول للمشكلات بدلًا من اختلاقها لذلك من الضروري استبيان رضا الموظفين.
-
رفع معايير الجودة:
بالبحث وراء الشركات التي تشتهر بمنتجات عالية الجودة، نجد أن الرضا الوظيفي هو عامل أساسي لتحقيق ذلك، فلن يهتم بجودة العمل أو تحسين المنتج موظف ليس راضيًا عن وظيفته أو يشعر بأنه غير مقدر في مكانه. إذا شعر الموظف أن وظيفته تلبي احتياجاته على كافة المستويات فإنه سيركز كل طاقته على رفع معايير الجودة.
-
مضاعفة الإنتاجية:
ترتبط الإنتاجية ليس فقط بساعات الدوام الطويلة أو بأداء الموظف، ولكن بحالته النفسية بشكل كبير، خاصةً في تلك الوظائف التي تحتاج فكرًا إبداعيًا أو تواصلًا مع العملاء. الشعور بالرضا الوظيفي قادر على أن يجعل الموظف يضاعف إنتاجه ليس فقط لإرضاء رؤسائه، ولكن لأنه يشعر بالامتنان ويريد أن يكون جزءًا من كيان ناجح.
-
رضا العميل:
واحد من أهم أهداف أي مؤسسة هو رضا العميل، ولن يتحقق هذا إلا إذا كان الموظف هو الآخر راضِ ويمارس وظيفته بشغف خاصةً في الأعمال التي تحتاج قدرًا من الإبداع والتفاعل مع عملائها.
-
جذب مزيد من العملاء:
لا شيء قد يحفز موظف للبحث عن مزيد من العملاء لشركته والاهتمام بنجاحها قدر أن يشعر أن المنظومة التي يعمل بها تقدر جهوده بشكل مادي ومعنوي، فيسعى جاهدًا إلى ترجمة مشاعره الإيجابية ناحية الشركة إلى أفعال من خلال العمل بشغف أكثر وتطوير نفسه من أجل تلبية احتياجات الشركة.
كيف تساهم حلول رسال للأعمال في تعزيز الرضا الوظيفي في الشركات ؟
كما ذكرنا سابقًا تقدير الموظف يلعب دورًا هامًا ومفصليًا في زيادة الرضا الوظيفي، وفي هذا الشأن تقدم رسال حلولًا مبتكرة تمكن الشركات من إرسال المكافآت والحوافز بشكل رقمي للموظفين وتتبعها ومعرفة آرائهم بهدف تحقيق أعلى مستويات الكفاءة في بيئة العمل وتحقيق الرضا الوظيفي. إن حلول رسال للأعمال تلعب دورًا حيويًّا في توفير مكافآت رقمية للموظفين، حيث تمكن الشركات من اختيار المكافآت بسهولة وسرعة، وتقديم تشكيلة واسعة من الخيارات من كبرى العلامات التجارية والمحلية لتناسب احتياجات مختلفة الموظفين وتفضيلاتهم، سواء كانت تجارية أو شخصية. فهي توفر للموظفين فرصة اختيار مكافآتهم من بين أكثر من 800 علامة تجارية تلبي توقعاتهم وتجعلهم يشعرون بالكثير من التقدير والاهتمام والرضا يمكنك. التعرف أكثر عن البرنامج والمكافآت من خلال زيارة موقع رسال.
الخلاصة:
الرضا الوظيفي هو واحد من أهم المقاييس التي تشير إلى نجاح المؤسسة، لذا فإن التركيز على تحقيق بيئة عمل مريحة للموظفين من خلال المكافآت والتقدير المعنوي وتوفير وضع وظيفي مستقر، سينعكس في النهاية على شعور الموظف بالولاء وحرصه على زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء.
التعليقات مغلقة.