الحاجة للشعور بالانتماء هي مطلب إنساني في المقام الأول، إذ يحتاج كل شخص أن يشعر أنه ينتمي لكيان أكبر، كما هو الحال مع العائلة والأصدقاء، وينطبق الشيء نفسه في مكان العمل، فعندما يعمل الموظفون وهم يشعرون بثقة وأمان أو بمعنى أدق إذا كان لديهم الانتماء الوظيفي فإنهم يكونوا قادرين على تقديم أفضل ما لديهم، وينعكس الأمر على الإنتاجية والأداء الوظيفي وجودة العمل، ومن خلال المقال نركز على كيفية تعزيز الانتماء الوظيفي ونتعرف على مدى تأثير ذلك في نجاح الشركة أو المؤسسة.
ما هو الانتماء الوظيفي؟
الشعور بالانتماء في أي مكان هو احتياج أساسي، فعندما نكون جزءًا من شيء أكبر نشعر بالراحة والأمان، ما يعزز الأداء على كل المستويات. الانتماء الوظيفي هو شعور الموظفين بالارتباط والثقة والأمان تجاه وظيفتهم وزملائهم ومكان عملهم، وأنهم قادرين على التعبير عن آرائهم دون خوف من النقد أو الرفض، ما يحفزهم في النهاية للمساهمة بأفضل ما لديهم.
يمكن التعبير عن الانتماء الوظيفي أيضًا بأنه شعور الموظف أنه مقبول ومقدّر من قبل مؤسسته وزملائه، وأنه مدعوم وبإمكانه التواصل مع الآخرين، وأن الاحترام متبادل بينه ومن يشاركونه بيئة العمل.
قد يهمك:حلول رسال للأعمال طريقك الأفضل لتحقيق الرضا الوظيفي في منشأتك
ما أهمية الانتماء الوظيفي؟
إن الشعور بالانتماء إلى مكان العمل والوظيفة يمكن أن يكون خطوة داعمة لمزيد من الأداء والإنتاجية، ويحفز الابتكار ومواجهة تحديات العمل كل يوم بروح مثابرة، وهو جزء مهم من شعور الرضا الوظيفي. وفقًا للإحصاءات، فإن الشعور بالانتماء الوظيفي يؤدي إلى زيادة بنسبة 56% في الأداء الوظيفي، وانخفاض بنسبة 50% في معدل الدوران الوظيفي أو الـ Turnovers، وزيادة بنسبة 167% في الشعور بالرضا الوظيفي، وانخفاض في نسبة الإجازات المرضية بنسبة 75%.
يُعد الشعور بالانتماء إلى الشركة مؤشرًا قويًا على نجاح المنظومة للأسباب التالية:
-
زيادة أداء الموظفين:
تظهر الأبحاث أن الشركة يمكن أن تحقق أهدافها عندما يعمل موظفوها بجد أكبر. يضاعف الموظف مجهوده إذا شعر بالانتماء الوظيفي.
-
حل المشكلات:
يسعى الموظف الذي يشعر بالانتماء لمكان عمله إلى حل المشكلات ومواجهة التحديات بشكل أكبر، مقارنةً بمن يؤدون مهام وظيفتهم كجزء روتيني من يومهم مقابل الراتب فقط. بالإضافة إلى الاستعداد لتحمل مهام عمل إضافية حيث يلعب الانتماء الموظفين دورا في تحفيز الموظف على تقديم أقصى ما لديه بحب.
-
التعايش بشكل جيد مع زملاء العمل:
يقضي الموظف مع زملاء العمل تقريبًا أكثر مما يقضيه في المنزل، وإذا كان لا يشعر بالانتماء، فإن الوقت الذي يقضيه في الدوام يصبح ثقيلًا، وبالتالي تقل إنتاجيته وينخفض مستوى أدائه.
-
التطور بشكل أسرع:
نحن نزدهر في البيئة التي نشعر فيها بالانتماء، الأمر ما ينطبق على العمل أيضًا، فشعور الموظف بالانتماء يجعله يطور من نفسه ومهاراته لمواكبة احتياجات العمل.
تأثير الانتماء الوظيفي على الشركات
وفقًا للإحصاءات، تزداد نسبة الأرباح لدى الشركات التي يشعر موظفوها بالانتماء الوظيفي بنسبة 23%، ويزداد تفاعل الموظفين الإيجابي بنسبة 20%، هذا فضلًا عن النتائج التالية:
-
تجربة أفضل للعملاء
وجدت الدراسات أن الشركات التي يشعر الموظفون فيها بالانتماء تقدم تجربةً أفضل للعملاء، وتكون تقييماتها إيجابية بنسبة 10%، فالشعور بالانتماء الوظيفي يحفز الموظف على التفاني في عمله وتقديم أفضل ما لديه لكسب العملاء.
-
تقليل معدل الدوران الوظيفي
الموظفون الذين يشعرون بالانتماء لديهم نية للبقاء في وظيفتهم بنسبة 34% أعلى من أولئك الذين يعملون فقط من أجل الراتب. تنفق الشركات ما يعادل حوالي 4000 دولار وتستغرق 42 يومًا لتوظيف عامل جديد ثم تدريبه، لذا فإن الاحتفاظ بالموظف هو أمر بالغ الأهمية للشركات، فمعدل الدوران الوظيفي العالي يعود على الشركة بخسائر في الوقت والمجهود والموارد.
في إحصائية أخرى وُجد أن 51% من الموظفين الذين تركوا وظائفهم كانوا يفتقرون إلى الشعور بالانتماء في العمل.
تأثير الانتماء الوظيفي على الموظفين
الشعور بالانتماء هو احتياج لا غنى عنه، وحتى مع إبقاء الحدود الرسمية في التعامل يجب أن يشعر الموظف بقدر من الانتماء والاندماج في بيئة عمله ومع أقرانه في العمل، إذ ينعكس هذا الأمر عليه في عدة مظاهر مثل:
-
الشعور بالأمان والاستقرار:
عندما يشعر الأفراد بالارتباط بمكان عملهم، فإنهم أقل ميلاً للبحث عن عمل في مكان آخر، ما يؤدي إلى قدر أكبر من الاستقرار سواء للموظف أو الشركة.
-
التحفيز على الإبداع:
يعزز الانتماء الوظيفي روح الإبداع، ويشجع الموظف على مشاركة الأفكار، والتفكير خارج الصندوق وتقديم حلول مبدعة للمشكلات؛ لأنه يشعر أنه فرد من منظومة كبيرة تسمح له بحرية التعبير والمشاركة الفعالة وليس مجرد فرد يؤدي مهامه فقط.
-
التركيز على الهدف:
من أهم عوامل التشتيت التي قد تواجه الموظف هي شعوره بأنه لا ينتمي للمنظومة التي يعمل بها أو أنه غير مقبول ولا يتعامل بطبيعته، أي باختصار عدم شعوره بالانتماء الوظيفي، ما يقلل من قدرته الإنتاجية.
كيف يمكنك تعزيز الانتماء الوظيفي في شركتك؟
ووفقًا لاستطلاعات آراء الموظفين، فإن العوامل التالية تساعد على تعزيز الانتماء الوظيفي:
-
تجنب التعامل وفقًا للأهواء الشخصية:
يجب على القادة أن يسعوا جاهدين لمعاملة جميع الموظفين بإنصاف ودون تحيز. هذا يعني تجنب التعامل وفقًا للتفضيلات الشخصية والأهواء، وخلق ثقافة في مكان العمل يشعر فيها الجميع بالاحترام والتقدير.
-
إشراك الموظفين في قرارات العمل:
عندما يشعر الأشخاص أن لديهم رأيًا في كيفية عمل الشركة، فإنهم يستثمرون مجهودًا ووقتًا أكبر في نجاحها ونموها.
-
التواصل وشرح خطة العمل:
إذا تمكن جميع الموظفين من الوصول إلى نفس المعلومات، وفهم خطة العمل الأكبر، فإن هذا يشعرهم بأهمية ما يقومون به، ويشجعهم على العمل؛ لشعورهم أنهم ينتمون إلى كيان متكامل وأنهم جزء أساسي من نجاح هذه المنظومة.
-
الترقيات العادلة:
الترقيات الوظيفية العادلة وحصول الجميع على فرص متساوية للتقدم الوظيفي من أهم الوسائل لتحقيق الانتماء الوظيفي لإيمان الموظف أن عمله سيُقدر في النهاية.
-
مكافأة الإنجازات:
الإشادة بإنجازات الموظفين وتسليط الضوء عليها سواء كانت كبيرة أو صغيرة، هي نوع من التقدير المعنوي، كذلك المكافآت المادية، جميعها تشعر الموظف بقيمة مجهوداته، ما يعزز بدوره الشعور بالانتماء الوظيفي ويخلق فكرة أن الجميع سواسية هم موضع تقدير من قبل المؤسسة.
تقدم شركة “رسال”، المتخصصة في حلول البطاقات الرقمية مسبقة الدفع وبرامج المكافآت، فرصة إرسال جوائز ومكافآت لموظفي الشركات، مع اختيار واسع من أكثر من 800 علامة تجارية محلية وعالمية. يُسهم هذا في تعزيز تقدير المؤسسات لموظفيها من خلال تجربة فريدة باستخدام البطاقات الرقمية في أي وقت ومكان. تعرف أكثر على رسال.
-
السماح بحرية التعبير:
أن يشعر الموظف أن بإمكانه التعبير عن رأيه بحرية، والتعامل بطبيعته هو أمر معزز لشعوره بالانتماء الوظيفي وأنه مقبول في كل الأحوال، وأن بإمكانه تقديم اقتراحات لتطوير خطة العمل.
-
تنظيم فعاليات للترفيه عن الموظفين:
لا يجب أن تقتصر بيئة العمل على المهام فقط، ومن المهم من وقتٍ لآخر الترفيه عن الموظفين، إما من خلال الفعاليات التي تهدف لتعزيز التواصل بينهم في أجواء غير رسمية أو عن طريق الاحتفالات الجماعية في المناسبات؛ لتشكيل روابط وطيدة بينهم.
-
توفير وسيلة لمعرفة مشكلات الموظفين:
من المهم أن تكون هناك قناة تواصل مع الموظفين للاستماع إلى مشكلاتهم سواء في وظيفتهم أو مكان العمل واقتراح حلول لها.
كيف تعزز حلول رسال للأعمال من الانتماء الوظيفي ؟
الانتماء شعور يبنى على التقدير والاحترام وأفضل طريقة لإظهار التقدير هي تقديم مكافآت للموظفين، ومن خلال حلول رسال للأعمال يمكن للشركات إرسال المكافآت والحوافز للموظفين مما يساهم بشكل مباشر في بناء الانتماء الوظيفي وعبر منصة الأعمال يمكنك الاستفادة من مزايا عديدة منها استرداد الأرصدة الغير مستخدمة واختيار مابين المكافآت الرقمية أو المطبوعة. كافئ موظفيك وعزز انتمائهم مع رسال
الخلاصة:
الانتماء الوظيفي أمر ضروري للموظفين والمنظمات، ولن ينعكس شعور الموظف بأنه ينتمي إلى مكان عمله فقط على حالته المعنوية، ولكنه أيضًا سينتهي بزيادة إنتاجيته والعمل على تطوير مهاراته من أجل تحقيق النجاح لنفسه وللمؤسسة التي ينتمي إليها.
التعليقات مغلقة.