يبدو أن ثمة جدلية خفية قائمة بين المؤسسات وموظفيها، جدلية تتعلق بمدى القدرة على الاحتفاظ بالموظفين وجعلهم جزءًا لا يتجزأ من منظومة العمل، وكأننا أمام تساؤل لا بد من الإجابة عليه: ما الذي يجعل الموظفين يظلون في أماكنهم، مخلصين لعملهم، وما الذي يدفعهم إلى مغادرته والبحث عن آفاق أخرى؟
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة ظاهرة أطلق عليها البعض “الاستقالة الكبرى”، حيث أظهر العالم الاقتصادي معدلات غير مسبوقة في ترك الموظفين لوظائفهم، إذ تشير الإحصائيات الصادرة عن مكتب العمل الأمريكي إلى أن عدد الذين تركوا وظائفهم في عام 2022 تجاوز خمسين مليون شخص، وهو رقم يدعو للتأمل، ما الذي يدفع هذا الكم الهائل من الأفراد إلى ترك وظائفهم؟ أهو عدم الرضا عن الراتب؟ أم قلة الفرص المتاحة للتطور المهني؟ أم هو شعور بعدم التقدير؟
هنا يكمن جوهر النقاش: هل الاحتفاظ بالموظفين مسألة تتعلق فقط بالعوامل المادية كالأجور والمزايا؟ أم أن هناك عوامل أخرى أكثر تعقيدًا وتداخلًا؟
لنحاول سبر أغوار هذه القضية، لا بد من العودة إلى أساسها، إلى التحليل العميق لمفهوم الاحتفاظ بالموظفين وكيف يمكن أن يتحقق في ضوء ما نشهده من تحديات.
سنحاول في هذا المقال تحليل مفهوم الاحتفاظ بالموظفين، ونسعى إلى تفكيك الأسباب التي تؤدي إلى مغادرتهم، ومن ثم سنستعرض الإستراتيجيات المثبتة التي يمكن للشركات أن تتبناها في هذا الإطار، معتمدين في ذلك على الأرقام والإحصائيات التي تعطينا نظرة موضوعية على حجم هذه القضية وتأثيرها.
ما هو الاحتفاظ بالموظفين؟
عندما نتناول مسألة الاحتفاظ بالموظفين، يبدو أن الأمر ليس مجرد قرار إداري أو سلسلة من السياسات التي تُـتَّخَذ لضمان بقاء الموظف، بل هو في جوهره مزيج من العناصر النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تجعل من بيئة العمل مساحة تجذب الأفراد وتحفزهم للبقاء.
إن الاحتفاظ بالموظفين ليس فقط عملية تحفيزية لجعل الموظف يستمر في عمله، بل هو إستراتيجية شاملة تهدف إلى بناء علاقات متينة مع الكفاءات، وتعزيز الشعور بالانتماء والولاء للمؤسسة، فالمؤسسات التي تفهم هذا المفهوم لا ترى في الموظف مجرد ترس في آلة العمل، بل تنظر إليه على أنه قيمة مضافة، وأنه شريك في تحقيق النجاح.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن المؤسسات التي تنجح في الاحتفاظ بموظفيها تتميز بنسبة رضا أعلى، وإنتاجية أكثر استقرارًا، تشير تقارير “جارتنر” إلى أن 91% من قادة الموارد البشرية يشعرون بالقلق بشأن معدل دوران الموظفين، وهذا القلق ليس بدون سبب، فالاحتفاظ بالموظفين هو مؤشر على بيئة عمل صحية، حيث يُنظر إلى الموظف على أنه عنصر مهم في بناء المؤسسة.
وفي عالم البرمجيات والتكنولوجيا، يُعرف الاحتفاظ بالموظفين بـ”الاحتفاظ بالمطورين”، وهو يعكس حاجة الشركات إلى الحفاظ على موظفيها التقنيين ذوي المهارات العالية، فمن دونهم تصبح استمرارية المشاريع مهددة، وتتعرض المؤسسة لمخاطر تأخر التنفيذ وفقدان المعرفة المؤسسية المتراكمة.
وبالنظر إلى إحصائيات السوق، نجد أن قطاع التكنولوجيا يأتي في مقدمة القطاعات التي تواجه تحديات في الاحتفاظ بالموظفين، بنسبة دوران تصل إلى 13.2%. وهذه النسبة العالية تتطلب منا أن نتساءل: هل يكفي الراتب وحده لإبقاء الموظف؟ أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز الرغبة في البقاء؟
قد يهمك: 3 طرق لرفع معنويات الموظفين إلى أقصى حد.
فوائد الاحتفاظ بالموظفين للشركات
بعد استعراضنا لأسباب مغادرة الموظفين ووضعنا لإستراتيجيات الحفاظ عليهم، نجد أنه من الضروري الآن أن نتناول الفوائد التي تجنيها الشركات من تَـبَـنِّي سياسات فعّالة للاحتفاظ بالموظفين، فالاحتفاظ بالموظف ليس مجرد غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق نمو المؤسسة واستدامتها.
1. تقليل التكاليف
من أبرز الفوائد المباشرة للاحتفاظ بالموظفين: تقليل التكاليف المرتبطة بدوران الموظفين، فقد أوضحت بيانات “Gallup” أن الشركات الأمريكية تخسر ما يصل إلى تريليون دولار سنويًّا بسبب الاستقالات الطوعية للموظفين، كما أن تقرير “جمعية إدارة الموارد البشرية” يشير إلى أن تكلفة استبدال الموظف تتراوح بين 50% و60% من راتبه السنوي، ويمكن أن تصل إلى 200% في بعض الحالات، هذه الأرقام تعكس أهمية الاستثمار في سياسات الاحتفاظ بوصفها وسيلة لتوفير الموارد وتقليل النفقات.
2. زيادة التفاعل والولاء
الموظفون الذين يشعرون بالاستقرار في بيئة عملهم يميلون إلى التفاعل بشكل أكبر مع مهامهم وزملائهم، وهذا التفاعل يعزز الولاء للمؤسسة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة، ومن خلال توفير بيئة عمل داعمة، تستطيع الشركات خلق جو من الثقة والولاء، حيث يشارك الموظفون بنشاط في تحقيق أهداف الشركة ويسعون لتحقيق النجاح المشترك.
3. الاحتفاظ بالموظفين ذوي الخبرة
إن فقدان الموظفين يعني فقدان الخبرات والمعرفة المؤسسية التي تم اكتسابها على مر السنوات، الموظفون الذين بقوا لفترة طويلة في المؤسسة يصبحون على دراية كاملة بأدق تفاصيل العمل، من معرفة العملاء إلى كيفية التعامل مع المشكلات الطارئة، هؤلاء الموظفون يمكنهم تقديم قيمة كبيرة للمؤسسة من خلال تدريب الموظفين الجدد وتقديم رؤى إستراتيجية، بقاء هؤلاء الموظفين يعني استمرارية الأعمال وتجنب الفجوات المعرفية التي قد تؤثر على سير العمل.
4. تحسين الروح المعنوية للموظفين
المؤسسة التي تتمتع بمعدل دوران منخفض للموظفين عادةً ما تشهد مستويات أعلى من الروح المعنوية، فالاستقرار في فرق العمل يخلق شعورًا بالأمان والاستقرار لدى الموظفين، مما ينعكس إيجابًا على مستوى التعاون والانسجام بين أعضاء الفريق، وعندما يشعر الموظفون بأنهم جزء من فريق متماسك، يزداد حماسهم للعمل وتقديم أفضل ما لديهم.
5. تحسين تجربة العملاء
الموظفون المستقرون والملتزمون يساهمون بشكل مباشر في تحسين تجربة العملاء، فهؤلاء الموظفون يعرفون منتجات وخدمات الشركة بشكل جيد، ويمكنهم تقديم خدمة عملاء أفضل وأكثر فاعلية، فالعملاء الذين يتعاملون مع موظفين ملتزمين ومحترفين يشعرون بالثقة في الشركة، مما يعزز من ولائهم واستمرار تعاملهم معها، وبذلك يصبح الاحتفاظ بالموظفين جزءًا من إستراتيجية الشركة لتعزيز تجربة العملاء وبناء سمعة قوية.
6. زيادة الإيرادات والنمو
كل الفوائد السابقة تؤدي في النهاية إلى زيادة في الإيرادات والنمو للشركة، فعندما تكون بيئة العمل إيجابية ومستقرة، ينعكس ذلك على جودة المنتجات والخدمات، مما يؤدي إلى زيادة رضا العملاء وزيادة المبيعات، فضلًا عن ذلك يمكن للشركات التي تحتفظ بموظفيها أن تستثمر بشكل أكبر في تطوير منتجاتها وخدماتها بدلًا من إنفاق الموارد على عمليات التوظيف والتدريب المستمرة.
قد يهمك: كيف يمكن لحلول رسال للأعمال أن تحدث ثورة في تحفيز الموظفين؟
أسباب مغادرة الموظفين وظائفهم
عندما نتأمل الأسباب التي تدفع الموظفين إلى مغادرة وظائفهم، نجد أنها ليست مجرد تفاصيل سطحية يمكن معالجتها بحلول جاهزة، بل هي تجليات لمجموعة من العوامل المعقدة التي تترابط لتشكل بيئة العمل بشكلها النهائي، وتجعل منها مكانًا إما محفزًا للاستمرارية أو دافعًا للمغادرة.
تشير الدراسات والإحصائيات إلى أن هناك أسبابًا رئيسية تقف وراء قرارات الموظفين بترك وظائفهم، وعلى رأس هذه الأسباب تأتي مسألة الرواتب، فحسب دراسة أجرتها “مركز بيو للأبحاث” في عام 2022، أفاد 63% من المشاركين بأنهم تركوا وظائفهم بسبب الرواتب المنخفضة، وهذا يقودنا إلى تساؤل مهم: هل يمكن اعتبار الراتب هو العامل الأهم والأوحد؟ أم أن هناك عناصر أخرى لا تقل أهمية؟
إن غياب فرص التطور المهني يأتي في المرتبة الثانية من حيث التأثير، حيث أشار 34% من الموظفين إلى أنهم تركوا وظائفهم بسبب عدم وجود فرص للترقية أو التطور المهني، وهنا يظهر لنا أن الاحتفاظ بالموظفين يتجاوز مسألة الأجر المادي ليشمل أيضًا تحقيق الطموحات المهنية وتطوير المهارات.
ومن اللافت أيضًا أن الشعور بعدم التقدير يلعب دورًا كبيرًا في اتخاذ قرار المغادرة، إذ أفاد 57% من الموظفين بأنهم شعروا بعدم الاحترام في بيئة العمل، مما دفعهم للبحث عن فرص أخرى، وكأنما يصرخ هؤلاء الموظفون بصوت غير مسموع: “نحن لسنا مجرد أرقام في دفتر الحضور، نحن بشر نحتاج إلى الاعتراف والاحترام”.
فضلًا عن ذلك نجد أن مشكلات التوازن بين الحياة العملية والشخصية، وغياب المرونة في العمل، تضيف أبعادًا جديدة لهذه المشكلة، فهناك 45% تقريبًا من المشاركين أشاروا إلى أن نقص المرونة في تحديد ساعات العمل كان سببًا رئيسيًّا لتركهم وظائفهم، في حين عانى 39% من ضغط العمل المفرط وساعات العمل الطويلة.
وهنا تظهر لنا صورة أكثر وضوحًا: إن مغادرة الموظف لمكان عمله ليست مجرد قرار لحظي، بل هي نتيجة لتراكمات من الشعور بعدم الرضا، سواء كان ذلك بسبب الأجر، أو غياب الفرص، أو حتى الشعور بعدم التقدير.
قد يهمك: كيف يمكن للقادة تعزيز الانتماء الوظيفي بين الموظفين؟
أهم الإستراتيجيات للحفاظ على الموظفين في 2024
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها المؤسسات في الحفاظ على موظفيها، يصبح السؤال المحوري: ما الإستراتيجيات التي يمكن أن تعتمدها الشركات لتضمن ولاء موظفيها واستمرارهم؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نتعمق في التحليل ونسلط الضوء على تلك الخطوات العملية التي أثبتت جدواها من خلال الدراسات والإحصائيات.
1. تقديم رواتب تنافسية
لا يمكننا أن نتجاهل أن الراتب يلعب دورًا جوهريًّا في قرار الموظف بالبقاء أو المغادرة، فالعاملون يسعون للحصول على أجر يعكس جهودهم ويضمن لهم حياة كريمة، ويشير تقرير لـ “جمعية إدارة الموارد البشرية” إلى أن تكلفة استبدال موظف تتراوح بين 50% إلى 60% من راتبه السنوي؛ لذا فإن تقديم رواتب تنافسية ليس مجرد عنصر جذب، بل هو استثمار طويل الأجل في استقرار المؤسسة.
2. العمل عن بُعد وتوفير المرونة
لقد أحدثت جائحة كورونا تحولًا جذريًّا في كيفية نظر المؤسسات إلى مكان العمل، وأظهرت دراسة لـ “Upwork” أن 36.2 مليون أمريكي سيعملون عن بُعد بحلول عام 2025، هذا التغيير ليس فقط استجابة للوضع الصحي، بل هو أيضًا انعكاس لرغبة الموظفين في تحقيق توازن أفضل بين حياتهم المهنية والشخصية، توفير خيارات العمل عن بُعد أو جداول عمل مرنة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز رضا الموظفين وزيادة معدلات الاحتفاظ.
3. تشجيع التوازن بين الحياة والعمل
إن التوازن بين الحياة والعمل ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة للحفاظ على صحة الموظفين النفسية والجسدية، فالإحصائيات تشير إلى أن 45% من الموظفين الذين غادروا وظائفهم فعلوا ذلك بسبب نقص المرونة في تحديد ساعات العمل، لذا يجب على المؤسسات أن تضع سياسات واضحة تشجع الموظفين على تحقيق هذا التوازن، مثل تقليل ساعات العمل الإضافية وتوفير إجازات مرنة.
4. الاعتراف بجهود الموظفين ومكافأتهم
قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن كلمة “شكرًا” يمكن أن تصنع فارقًا كبيرًا، فقد أظهرت الدراسات أن الموظفين الذين يشعرون بالتقدير هم أكثر ولاءً إنتاجية، كما أن تقريرًا صادرًا عن “Brandon Hall Group” أوضح أن المؤسسات التي تعترف بجهود موظفيها بشكل متكرر تشهد زيادة بنسبة 41% في معدلات الاحتفاظ، لذا يجب أن تكون هناك برامج مكافآت وتقدير مستمرة لتعزيز هذا الشعور.
5. خلق ثقافة عمل إيجابية
إن بيئة العمل الإيجابية هي حجر الأساس للاحتفاظ بالموظفين، وتشير دراسة أجرتها “Glassdoor” إلى أن 77% من الموظفين يرون أن ثقافة الشركة عامل حاسم في قرارهم بالبقاء أو المغادرة، لذا يجب على المؤسسات أن تسعى لخلق بيئة عمل تدعم التنوع والشمولية، وتوفر فرصًا للتفاعل والتعاون بين الموظفين.
6. تقديم برامج التطوير المهني
لا يكفي أن تُوظّف أفضل الكفاءات، بل يجب أن تواصل الاستثمار في تطويرهم، تشير بيانات “Clear Company” إلى أن 94% من الموظفين يقولون إنهم سيبقون لفترة أطول في الشركة إذا استثمرت في تطورهم المهني، لذلك يجب توفير برامج تدريبية وفرص للتعلم المستمر، مما يسهم في تعزيز ولاء الموظفين ويزيد من كفاءتهم.
قد يهمك: تحسين بيئة العمل: كيف يمكن لاستبيان رضا الموظفين تحقيق التغيير؟
كيف تستخدم حلول رسال للأعمال للاحتفاظ بموظفيك؟
بعد أن استعرضنا أهمية الاحتفاظ بالموظفين والفوائد المتعددة التي تجنيها الشركات من تَـبَـنِّي إستراتيجيات فعّالة في هذا المجال، نصل الآن إلى كيفية تحقيق ذلك بشكل عملي من خلال حلول رسال للأعمال، فهذه الحلول لا تقدم مجرد أدوات، بل تمثل نظامًا متكاملًا يساعد الشركات على خلق بيئة عمل مثالية، تعزز من رضا الموظفين وتدعم نمو الأعمال.
1. تعزيز التقدير والتحفيز
من أهم العوامل التي تسهم في زيادة ولاء الموظفين هو شعورهم بالتقدير والاعتراف بجهودهم، توفر حلول رسال للأعمال نظامًا متكاملًا لتقدير الموظفين، من خلال برامج مكافآت مبنية على الأداء والإنجازات، فالشركات التي تعتمد هذه البرامج تشهد زيادة في رضا الموظفين، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الاحتفاظ.
2. توفير برامج التطوير المهني
من خلال رسال، يمكن للشركات تقديم برامج تدريب وتطوير مهني مخصصة تساعد الموظفين على تنمية مهاراتهم وتعزيز مسارهم المهني، هذه البرامج تتيح للموظفين فرص التعلم المستمر والتطور داخل الشركة، مما يخلق لديهم شعورًا بالاستثمار في مستقبلهم المهني، ويدفعهم للبقاء لفترة أطول.
3. تحسين تجربة العمل عن بُعد
في ظل التحول نحو العمل عن بُعد، تقدم رسال أدواتٍ وحلولًا تساعد الشركات على تعزيز التواصل والتفاعل بين الموظفين، حتى عندما يعملون من مواقع مختلفة، توفر هذه الحلول منصات للتواصل الفعّال، وتساعد على خلق بيئة عمل رقمية داعمة تعزز من الإنتاجية والولاء.
4. خلق ثقافة عمل إيجابية
تسهم حلول رسال في بناء ثقافة عمل إيجابية من خلال توفير أدوات لتعزيز التعاون والتفاعل بين الموظفين، سواء كان ذلك من خلال برامج لتشجيع العمل الجماعي، أو تنظيم فعاليات افتراضية لتعزيز الروح المعنوية، فإن رسال توفر للشركات الوسائل اللازمة لبناء ثقافة عمل تحفز الموظفين وتدفعهم للبقاء.
5. تحسين تجربة العملاء من خلال الموظفين
من خلال تعزيز رضا الموظفين وتقديم بيئة عمل داعمة، تسهم حلول رسال بشكل غير مباشر في تحسين تجربة العملاء، فالموظفون الراضون والملتزمون يقدمون خدمة أفضل للعملاء، وهذا بدوره يعزز من سمعة الشركة وزيادة ولاء العملاء.
6. زيادة الإنتاجية والنمو
عندما يتمتع الموظفون ببيئة عمل تدعمهم وتحفزهم، ينعكس ذلك بشكل مباشر على مستوى الإنتاجية، تقدم رسال حلولًا لقياس أداء الموظفين وتحليله، مما يساعد الشركات على تحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين وتطوير، وبذلك يمكن للشركات تحقيق نمو مستدام وزيادة في الإيرادات.
خلاصة القول
في نهاية هذا التحليل، نجد أن الاحتفاظ بالموظفين يتجاوز مجرد كونه هدفًا تسعى لتحقيقه الشركات، بل هو إستراتيجية شاملة تؤثر بشكل مباشر على نجاح المؤسسة واستدامتها، إن الأسباب التي تدفع الموظفين إلى مغادرة وظائفهم تتنوع بين العوامل المادية والمعنوية، ولكن الجوهر يكمن في خلق بيئة عمل تحترم الموظف وتقدر جهوده، وتوفر له الفرص للنمو والتطور.
وقد رأينا من خلال الإحصائيات والدراسات أن تَـبَـنِّي إستراتيجيات فعّالة للاحتفاظ بالموظفين يمكن أن يعود بفوائد عظيمة على الشركات، بدءًا من تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية، وصولًا إلى تحسين تجربة العملاء وتعزيز سمعة الشركة في السوق، وهنا تأتي حلول رسال للأعمال لتقدم للشركات الأدوات والوسائل اللازمة لتحقيق هذا الهدف، من خلال توفير نظام متكامل للتقدير والتحفيز، وتقديم برامج تطوير مهني، وتحسين بيئة العمل سواء كانت عن بُعد أو في المكتب.
لذا، فإن الخطوة التالية للشركات التي ترغب في تعزيز ولاء موظفيها وتحقيق نمو مستدام تكمن في تَـبَـنِّي هذه الحلول والإستراتيجيات بشكل فعّالة، إن الاستثمار في الموظفين هو في الحقيقة استثمار في مستقبل الشركة، حيث إن الموظفين الراضين والمحفزين هم العنصر الأساسي في بناء نجاح مستدام.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن كيفية تحقيق هذا الهدف في مؤسستك، ندعوك لتجربة حلول رسال للأعمال والاستفادة من الخبرات والأدوات التي تقدمها لتحسين بيئة العمل وتعزيز الاحتفاظ بالموظفين.
التعليقات مغلقة.