لماذا لا يكفي أن تقول “شكرًا” بعد الآن؟
أغلب مُديري الموارد البشرية لا يُخطئون النية. يُريدون التقدير، يُقدّرون فعلاً، ويعرفون أنّ بقاء الموظف الجيّد ليس مرتبطًا فقط بالراتب، بل بشعور الانتماء.
لكن النية وحدها لا تصنع فرقًا، والتقدير، إن لم يكن جزءًا من نظام واضح ومتكرّر ومَرِن، يتحوّل بسرعة إلى مبادرة موسميّة لا يتذكّرها أحد.
في استطلاع أجرته Gallup على آلاف الموظفين في مؤسسات كبيرة، كانت النتيجة صادمة: 81٪ من الموظفين قالوا إنهم لا يشعرون بالتقدير في عملهم. والأسوأ؟ أن 1 من كل 2 موظف ترك عمله خلال الـ12 شهرًا الماضية؛ لأسباب مرتبطة بغياب التقدير.
السبب؟ ليس أنّ الشركات لا تُقدِّم المكافآت، بل لأنّها تُقدِّمها من دون إستراتيجية، أو توقيت، أو سياق، أو فَهم فعلي لمعنى التقدير بالنسبة للموظف.
في عالم تُقاس فيه بيئة العمل بمدى قدرتها على جذب الكفاءات والاحتفاظ بها، أصبحت إستراتيجيات تقدير الموظفين أكثر من مجرّد أدوات تحفيز؛ إنّها مرآة تعكس كيف ترى الشركة موظفيها، وكيف تُريدهم أن يروا أنفسهم داخلها.
في السطور القادمة، لن نُكرّر الكلام عن بطاقات الشكر أو الهدايا العشوائيّة. بل سنفكّك المفهوم من أساسه، ونَبني معًا تصورًا عمليًا لإستراتيجيات تقدير حديثة، تُحفِّز، وتَبني ولاءً حقيقيًا.
التقدير العشوائي مقابل الإستراتيجيات المؤسسية، لماذا تفقد المكافآت أثرها سريعًا؟
ربما أرسلتَ مكافأة إلى موظف قبل شهرين. ربما كرَّمت أحد أعضاء الفريق أمام الجميع، أو أضفت اسمه في نشرة الشركة الشهرية.
لكن هل تتذكّر كيف استُقبِل هذا التقدير؟ هل أحدث فرقًا في أدائه؟ هل تحدّث عنه الموظف بعدها بأيام؟ أم مضى كأنّه لم يكن؟
الحقيقة أن أغلب مبادرات التقدير في الشركات تُدار بعقلية “ردّ الفعل”. إذا حدث إنجاز، نُرسِل بطاقة، وإذا بَذل جهدًا، يُكرَّم في مناسبة عامة. لكننا لا نسأل: هل هذا التقدير جاء في وقته؟ هل عبّر عن شيء؟ هل حمل طابعًا شخصيًا؟ هل يمكن تكراره؟
المشكلة ليست في النوايا، بل في غياب إستراتيجية واضحة. المُنشأة التي لا تمتلك نظامًا للتقدير، تعتمد اجتهادات المُديرين، وبالتالي يصبح التقدير عشوائيًا، غير مُنصِف، وأحيانًا يُفسَّر بشكل عكسي.
الموظف لا يريد تكديس الجوائز، بل يريد أن يرى أنّ ما يقدِّمه يُلاحظ، ويُقدَّر، بطريقة تُناسِب سياق الإنجاز وشخصيته. وهنا الفرق بين “التقدير المؤسسي” وبين “الالتفاتة الفرديّة”: الأول مبني على نظام، وتوقيت، وأدوات، وبيانات. أمّا الثاني مبني على المزاج، أو النية، أو الصُّدفة.
ولذلك، السؤال الأهمّ ليس: “هل نُقدِّر موظفينا؟”
بل: “هل لدينا إستراتيجية فعلية لتقديرهم؟ وهل يعرف الفريق متى ولماذا يتمّ التقدير؟”
في الفِقرة القادمة، سنستعرض 8 إستراتيجيات عملية، مدعومة بالتجرِبة وبالإحصاءات، يمكن لكلّ شركة، بغضّ النظر عن حجمها، أن تبدأ في تطبيقها اليوم، خاصة عندما تتوفر أدوات مثل حلول رسال للأعمال؛ التي تُحوّل هذا التقدير من “فكرة جيّدة” إلى نظام يعمل بصمت وفعالية.
قد يهمك: الحوافز الرقمية: كيف تُحوِّل التقدير من عبء إداري إلى ثقافة محفزة؟
8 إستراتيجيات فعّالة لتقدير الموظفين (مدعومة بأبحاث وبتجارِب واقعية):
في السطور التالية، نستعرض 8 من أبرز إستراتيجيات تقدير الموظفين، مدعومة بدراسات حديثة وبتجارِب واقعية من بيئات عمل متنوعة، مع أمثلة تطبيقية توضّح كيف يمكن تنفيذ كلّ منها فعليًا باستخدام حلول رسال للأعمال:
1. التقدير الفوري المرتبط بلحظة الإنجاز؛ لا تؤجّل “شكراً” إلى أن تَفقد قيمتها.
التحفيز الحقيقي لا يأتي من المكافأة وحدها، بل من توقيتها. حين يُنهي أحمد مشروعًا صعبًا قبل الموعد، أو تُبهِر نورة عميلًا بمبادرة ذكية، فإن لحظة الإنجاز تلك تكون مُشبعَة بالمشاعر؛ تعب، إنجاز، فخر… وانتظار خفي لأن يراهم أحد.
لكن كثيرًا ما تمرّ مثل هذه اللحظات مرور الكرام؟
في الشركات التي تعتمد التقدير نهاية السنة فقط، يُدفَن الإنجاز تحت ركام الزمن، وتضيع القيمة الرمزية التي كان يمكن لها أن تُحدِث فرقًا. التقدير الفوري يقول للموظف: “لقد رأيناك، حين كنت تُعطي أكثر.”
هل هناك بيانات تُثبِت أثر التقدير الفوري؟ نعم. وَفقًا لتقرير The Incentive & Recognition Insights 2025 الصادر عن IMA: 67٪ من برامج التقدير الناجحة تربط المكافأة بحدث مُحدَّد وفوري، ممّا يعزّز شعور الموظف بأن جهوده “مُلاحَظَة” وموضع تقدير.
كيف تُنفّذ ذلك فعليًا؟
مع حلول رسال للأعمال، لا تحتاج إلى إطلاق حملة أو إلى طلب موافقات طويلة. في بضع ثوانٍ:
- اختر الموظف.
- حدّد نوع البطاقة، أو قيمتها.
- أضف رسالة شخصية تعبّر عن لحظة الإنجاز.
- أرسلها مباشرة عبر البريد، أو الرسائل النصية.
وإن أردت، يمكنك ربط هذا التقدير الفوري بلوحة شكر داخلية، أو مشاركته مع الفريق؛ لتعزيز ثقافة الاحتفاء.
تذكّر: لا تجعل الإنجاز العظيم يبدو عاديًا، كافئه في لحظته، بقيمة تحترم وقته، وبتقدير يُشعره أنّ أحدهم كان حاضرًا.
2. التقدير المخصّص حسب تفضيلات الموظف؛ لا ترسل هدية لا تُشبه صاحبها.
واحدة من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الشركات عند تصميم برامج التقدير، هي الظن أنّ المكافأة نفسها تُناسب الجميع. لكن الحقيقة أنّ البشر مختلفون تمامًا.
- محمد، يحبّ تجرِبة المطاعم الجديدة. بطاقة طعام تُفرحه أكثر من مكافأة نقديّة.
- فاطمة، قارئة نهمة. بطاقة شراء كتب ستجعلها تتحدّث عن شركتك لأيّام.
- عادل، أبّ لطفلين. سيُفضّل اختيار بطاقة ترفيه للأطفال على أيّ هديّة أخرى.
في برنامج تقليدي، يحصل الثلاثة على بطاقة واحدة. لِنَقُل أنّها “بطاقة تسوّق عامّة بقيمة 100 ريال”. قد يشكرونك، لكن هل سيشعرون بأنك قدّرتهم فعلًا؟ غالبًا لا.
التقدير الفعّال لا يبدأ من “ما نريد نحن تقديمه”، بل من “ما الذي يُسعِد هذا الموظف تحديدًا؟”
هل هناك أرقام تؤكّد هذا؟
نعم. وَفقًا لتقرير صادر عن IMA: 55٪ من التنفيذيين حول العالم يرون أنّ البطاقات متعدّدة الاستخدامات (مثل البطاقات القابلة للاستخدام في أكثر من متجر) هي الأعلى أثرًا بين جميع أنواع الحوافز الرقمية.
هذه البطاقات تمنح الموظف حرية الاختيار، وتقول له ضمنيًا: “نحن لا نعرف تمامًا ما يُسعدك، لكنّنا نحترم ذوقك، ونثق باختيارك.”
كيف تُنفِّذ ذلك فعليًا؟
مع حلول رسال للأعمال، يمكنك إرسال بطاقة رقمية قابلة للتخصيص من بين أكثر من 1000 علامة تجارية محلّيّة وعالميّة:
- يمكنك جدولة الإرسال، أو تخصيصه حسب المناسبة.
- يمكن للبطاقة أن تحمل اسم الموظف، مع رسالة شخصية تُكتَب باسم مديره المباشر.
- ويمكن للموظف استخدامها بالطريقة التي تناسبه، من طلب عشاء فاخر إلى حجز تجرِبة ترفيهيّة.
تذكّر: التقدير المخصّص لا يُكلِّف أكثر، لكنه يُعبِّر أكثر.
3. التقدير العلني أمام الزملاء أو الإدارة؛ لا أحد يُقدِّر في الخفاء ما يجب أن يُقال في العلن.
في لحظة صمت بعد اجتماع مُرهِق، يلتفت المدير ويقول أمام الجميع: “الفضل في نجاح هذا المشروع يرجع إلى بدر؛ بذل جهدًا خارقًا هذا الأسبوع.” في تلك اللحظة، يشعر بدر أنّ وقته لم يذهب سُدًى، وأنّ عمله أصبح مُلاحظًا، ليس من المدير فقط، بل من الفريق كلّه.
لماذا هذا النوع من التقدير مهمّ؟ لأنّه لا يُحفِّز الفرد فحسب، بل يُعلِّم الآخرين ما السلوك المُراد تكراره.
عندما تثني على موظف أمام زملائه:
- فأنت تُعزِّز ثقافة الاعتراف والشفافية.
- توضح ما تعنيه “القيم المؤسسية” عمليًا.
- وتحوِّل التقدير إلى أداة تربويّة.
لكن التقدير العلني سلاح ذو حدّين؛ إن لم يُدار بتوازن وعدالة، فقد يتحوَّل إلى غَيرة مكتومة أو شعور بالتفضيل. متى يُفضَّل استخدامه؟
- عندما يكون الإنجاز واضحًا ومُؤثِّرًا في الفريق.
- عند تجسيد الموظف إحدى قيم المؤسسة (مثل التعاون أو النزاهة).
- عندما يُظهِر سلوكًا مثاليًا يُحتذَى به.
على الرغم من أنّ هذه الإستراتيجية لا تحظى بأرقام محدَّدة في تقارير IMA، فإنّ أغلب الدراسات في علم النفس التنظيمي تؤكّد أنّ الاعتراف العلني يُعزِّز الإحساس بالهُويّة المهنية والانتماء للفريق.
كيف تدعمه رقميًا؟ مع حلول رسال للأعمال، يمكنك تنفيذ التقدير العلني بسهولة:
- إرفاق رسالة عامّة مع بطاقة رقمية، تُرسَل إلى الفريق.
- نشر الإشادة في لوحة الشكر الرقمية الخاصة بالشركة.
- أو مشاركتها في القنوات الداخلية مع هُويّة واضحة تحمل شعار الشركة ورسالة التقدير.
بهذا الشكل، لا يعود التقدير مجرّد “لفتة شخصية”، بل يصبح لبنة في بناء ثقافة عمل تُشيد بالتميّز، وتحتفل به أمام الجميع.
4. نظام نقاط ومكافآت تراكمية؛ حين يتحوّل التقدير إلى عادة لا صُدفَة.
ليس كلّ تقدير يجب أن يكون مفاجِئًا أو عاطفيًا. في بعض الأحيان، الأثر الأعمق يأتي من التراكم، من فكرة أنّ “كلّ شيء محسوب”، وكلّ مساهمة، مهما كانت صغيرة، تُسجَّل وتُقابَل بشيء.
حين يعرف الموظف أنّ جهده لا يضيع، بل يتحوّل إلى رصيد يتراكم مع الوقت، تتغيّر طريقته في العمل جذريًّا:
- يبدأ في الالتزام بتفاصيل صغيرة لا يُلاحظها الآخرون.
- يبادر من دون أن يُطلَب منه.
- يشعر أنّ المؤسسة تراه، حتى في الأيّام العادية.
في دراسة أجرتها Workhuman، تتبّعَت أثر المكافآت التراكمية، وربطَتها بمعدلات التفاعل والاستبقاء، وخلصَت إلى:
- انخفاض معدّل الاستقالات بنسبة 27٪
- وزيادة في التفاعل الداخلي بنسبة 31٪
وهذا يؤكّد أنّ المكافآت المتكرّرة، وإن كانت صغيرة، تُحدِث فرقًا كبيرًا على المدى البعيد.
كيف يُمكن تنفيذ هذه الإستراتيجية؟
مع حلول رسال للأعمال، يُصبح بناء نظام مكافآت تراكمي أمرًا بديهيًا، من خلال:
- ربط المكافآت بأنظمة الأداء أو بالنقاط الداخلية.
- إرسال بطاقات رقمية بشكل دوري، تلقائيًا، عند تحقيق أهداف أو تجاوز مؤشرات.
- إمكانية تتبّع المكافآت وتقديم تقارير دقيقة للإدارة؛ لفَهم ما يُحفِّز الموظفين فعليًا.
لماذا هذه الإستراتيجية مهمّة؟ لأنّها تُخرِج التقدير من دائرة “الحدث العاطفي”، وتضعه ضمن نظام يعزِّز الأداء ويغرس شعورًا بالعدالة والاستمرارية.
5. التقدير المبني على قيم المؤسسة؛ مكافأة ما نريد رؤيته يتكرّر.
في كثير من المؤسسات، تُوزَّع المكافآت على أساس الأرقام وحدها؛ مَن أنجز أكثر؟ مَن باع أكثر؟ مَن أنهى المهمّة قبل غيره؟ لكن هذه المقاييس، على الرغم من أهميتها، لا تَبني ثقافة، بل تشجّع الفرديّة والتنافس القاسي أحيانًا.
أمّا المؤسسات التي تَفهَم التقدير بعمقه، فتُكافئ الموظف على “كيف” حقَّق النتائج، لا فقط على “كم” حقَّق.
لنضرب مثالاً:
- موظف ساعد زميلًا جديدًا من دون أن يُطلَب منه؛ لأنّه يُؤمن بروح الفريق.
- موظفة تمسّكت بالشفافية مع عميل على الرغم من الضغط.
- فريق أنهى مشروعًا بالتعاون لا بالمنافسة.
هؤلاء يستحقون التقدير؛ لا لأنّهم حقَّقوا “نتائج”، بل لأنّهم جسّدوا “قيم المؤسسة” في سلوكهم اليومي.
في تقرير صادر عن SHRM (الجمعيّة الأمريكيّة للموارد البشريّة)، وُجِدَ أنَّ: الموظفين الذين يتلقّون تقديرًا يتماشى مع قيم المؤسسة، تزيد احتمالية بقائهم بنسبة 36٪.
هذا النوع من التقدير لا يُعزِّز الانتماء فحسب، بل يُحوِّل القيم من شعارات على الجدران، إلى سلوك يومي مُلاحَظ ومُكرَّم.
كيف تُنفِّذ ذلك فعليًا؟
مع حلول رسال للأعمال، يمكن ربط كلّ مكافأة رقمية بسبب واضح:
- المدير يحدّد القيمة التي عكسها الموظف (مثل “التعاون”، “الابتكار”، “النزاهة”).
- تُرسَل البطاقة برسالة تَذكُر السبب بوضوح؛ ليعرف الموظف سبب تكريمه.
- يمكن ربط القيم بأهداف الأداء الشهريّة أو ربع السنويّة؛ لتصبح جزءًا من ثقافة الشركة.
وهكذا، يصبح التقدير أداة لترسيخ “ما نريد رؤيته يتكرّر”، لا فقط للاحتفاء بما أُنجِز.
6. المكافآت غير المالية؛ حين يكون الوقت هو الحافز الأغلى.
لسنا بحاجة دائمًا إلى إنفاق المال لنُقدِّر أحدهم. بل في بعض الأحيان، يكون التقدير الحقيقي في قولك للموظف: “أعرفُ أنّك بذلت جهدًا، وخذ هذه اللحظة لترتاح فيها أو تتطوّر.”
مثلاً:
- بدلًا من بطاقة بـ100 ريال، قد تمنح موظفًا يومَ عمل مَرِن يقضيه مع أسرته.
- أو تمنح موظفة دعوة لحضور مؤتمر كانت تطمح إليه.
- أو ترقية رمزيّة في المهام تُشعره بأنّه يُعامَل بجديّة.
هذا النوع من التقدير يخاطب البعد العميق في الإنسان؛ احترام الذات، والشعور بالاهتمام، وتقدير الجهد لا كمجرّد إنتاج بل كقيمة.

في بحث نشره موقع Harvard Business Review، وُجِد أنّ: الموظفين الذين يتلقّون مكافآت غير مالية (مثل المرونة أو التقدير العلني أو فرص التطور) يُظهِرون مستويات أعلى من الرضى والولاء، حتى من دون زيادة في الراتب.
كيف تُنفِّذ ذلك فعليًا؟
مع حلول رسال للأعمال، يمكن دمج هذه المكافآت ضمن نظام رقمي واحد:
- بطاقات رقمية للترفيه أو التطوير المهني.
- مرونة في تحديد نوع المكافأة (وقت، راحة، ترشيح لمشروع).
- سِجّل واضح لتوثيق التقدير وتحليل تأثيره بمرور الوقت.
وهذا ما يميّز المؤسسة الواعية؛ أنّها لا ترى التقدير في “كم دفعت”، بل في “أين وضعت التقدير، ومتى، ولماذا”.
7. الاحتفاء بالمناسبات الشخصية والمهنية؛ التفاصيل الصغيرة تصنع الانتماء.
في خِضَم المهام والاجتماعات، ننسى أحيانًا أنَّ مَن نعمل معهم بشرًا، لديهم تواريخ مهمّة، ومناسبات فارقة، ولحظات تستحق ألَّا تُنسَى.
تقدير الموظف لا يجب أن يكون دائمًا بسبب إنجاز، بل أحيانًا بسبب لحظة إنسانيّة:
- يوم ميلاده.
- ذكرى انضمامه إلى الشركة.
- ترقية طال انتظارها.
- مولود جديد.
- حتّى نجاح ابنته في المدرسة.
هذه التفاصيل، حين تَصِل إليه من شركته، تَهمِس له برسالة عميقة: “نحن نراك، حتّى خارج مهامك.”
في دراسة منشورة من Workhuman، وُجِدَ أنَّ: الشركات التي تحتفي بالمناسبات الشخصيّة لموظفيها تُسجِّل معدَّلات ولاء أعلى بنسبة 22٪، مقارنة بتلك التي تكتفي بالتقدير المهني أو المناسبات العامّة فقط.
كيف تُنفِّذ ذلك فعليًا؟
مع حلول رسال للأعمال:
- يمكنك جدولة إرسال التهاني تلقائيًا في كلّ مناسبة (بِناءً على بيانات الموارد البشريّة).
- تخصيص نوع المكافأة حسب المناسبة؛ بطاقة ترفيه، اشتراك، أو حتّى كلمة تقدير فقط.
- تضمين رسالة مُخصَّصة باسم الموظف، من مديره المباشر، وبهُويّة بصريّة تمثّل الشركة.
وعليه؛ تنقلب المناسبات الشخصية إلى لحظات انتماء، ويصبح التقدير ليس فقط ممارسة إداريّة، بل عادة إنسانيّة تعكس ثقافة المؤسسة.
8. أتمتة التقدير وربطه بأنظمة الموارد البشرية؛ حين يتحوّل التقدير إلى نظام يعمل بصمت.
النية الطيبة لا تكفي لبناء ثقافة تقدير حقيقية. فالمدير قد ينسى، والمناسبة قد تمرّ، والحافز قد يتأخَّر.
السبب؟ أنّ التقدير غير المُمَنهَج، يُصبح مع الوقت “مهمّة إضافية”، تُرحَّل من أسبوع إلى آخر. هنا تأتي أهميّة الأتمتة؛ أن يتحوّل التقدير من مبادرة فردية، إلى نظام مؤسسي لا يَنسَى. بدلًا من تذكير المدير شهريًا بمَن يستحق التقدير، يُربَط الأداء الفعلي للموظف بنقاط تُترجَم تلقائيًا إلى مكافآت. بدلًا من تفويت مناسبة، تُرسَل بطاقة تهنئة أو مكافأة، تلقائيًا، في يوم الميلاد أو الترقية.
وَفقًا لتقرير IMA العالمي لعام 2025: 56٪ من التنفيذيين حول العالم يرون أنَّ ربط برامج التقدير بمنصات الموارد البشريّة (عبر واجهات API) هو مستقبل الحوافز. وهذا الربط ليس ترفًا، بل ضرورة لضمان الاستمراريّة والدقة وتقليل الجهد الإداري.
كيف تُنفِّذ ذلك فعليًا؟
مع حلول رسال للأعمال:
- ربط مباشر مع أنظمة الموارد البشريّة في شركتك.
- تخصيص قواعد التقدير بحسب الأداء أو التاريخ أو نوع الإنجاز.
- تقارير لحظيّة توضّح مَن قُدِّر، ومَن نُسِي، وما أنواع المكافآت الأكثر تفاعلًا.
- تنبيهات ذكية للحالات الاستثنائية (إنجاز كبير، مناسبة غير مُجدوَلَة، إلخ).
وهكذا، يتحوَّل التقدير إلى جزء أصيل من نظام العمل، لا مهمّة على هامشه، ويستمرّ في العمل حتّى حين لا تُفكِّر فيه. وهذا هو جوهر التقدير الحقيقي؛ أن يكون موجودًا، بلا جهد، لكنه دائم الأثر.
وإن كنتَ مُتردِّدًا بخصوص حلول رسال للأعمال، إليك جدول مبسّط يوضّح مزايا أتمتة التقدير عبر حلول رسال للأعمال، ويفصّل الوظائف مقابل الفوائد بشكل مباشر داخل المحادثة:
الوظيفة | الفائدة |
تلقائيّة الإرسال للمناسبات. | لا حاجة إلى تذكير المديرين بكلّ مناسبة شخصيّة أو مهنيّة. |
تخصيص نوع المكافأة. | تقديم تجرِبة شخصيّة لكلّ موظف بحسب اهتماماته. |
دمج التقدير بهُويّة الشركة. | تعزيز الانتماء، وربط التقدير بثقافة المؤسسة. |
ربط مع أنظمة الموارد البشريّة (HR Systems). | تسهيل التكامل، وتقليل العمل اليدوي. |
تتبُّع الحوافز في الوقت الحقيقي. | إمكانية معرفة مَن قُدِّر ومَن لم يُقَدَّر، ومتابعة الاستجابات الفعلية. |
تقارير الأداء والتقدير اللحظيّة. | دعم قرارات الإدارة وتحسين البرامج بناءً على بيانات دقيقة. |
هذا الربط لا يُحسِّن فقط مِن كفاءة التقدير، بل يجعل المؤسسة تبني نظامًا ثقافيًا يعمل من دون الحاجة إلى إشراف دائم، ويُكافئ من دون أن يُنسَى.
قد يهمك: من المكافأة إلى التقدير اللحظي: أثر أدوات التحفيز الفوري في تحسين بيئة العمل.
كيف نقيس نجاح إستراتيجيات تقدير الموظفين؟
في النهاية، لا توجد إستراتيجية تستحق أن تستمرّ، ما لم نستطِع قياس أثرها. كثير من برامج التقدير تُخفِق؛ ليس لأنّها غير فعّالة، بل لأنّها غير قابلة للقياس. تُنفَّذ لمرّة واحدة، ثمّ تُنسَى، ولا يعرف أحد:
- هل حفّزت فعلًا؟
- هل قلَّلت من الاستقالات؟
- هل أثّرت في سلوك الفريق؟
- أم أنّها مجرّد نشاط علاقات عامّة داخلي لا أكثر؟
المدير الذكي لا يكتفي بالنية أو الانطباع، بل يسأل: ما التغيير القابل للرصد الذي أحدثَتهُ هذه الإستراتيجية؟
وللإجابة، يجب النظر في ثلاثة مستويات:
1. مُعدَّل الاستخدام:
هل تُستخدَم أدوات التقدير فعلًا؟ كم مرّة أُرسِلَت مكافآت رقمية؟ كم موظف استبدلَها؟ خلال أيّ وقت؟
هذه الأرقام البسيطة تَعني كثيرًا. فهي المؤشر الأوّل على أنّ البرنامج “حَيّ”.
2. تأثير التقدير في مؤشرات الموارد البشرية:
هل قلَّت نسبة دوران الموظفين؟ هل زادت طلبات الترقية الداخلية؟ هل ارتفعت نتائج رضى الموظفين في استبيانات الـ HR؟
كلّ هذه مؤشرات تدلّ أنّ الموظف يشعر بأنَّه مُقدَّر، وأنَّ البرنامج ليس شكليًا.
وَفقًا لتقرير صادر عن Gallup وWorkhuman، فإنَّ الموظفين الذين يتلقّون تقديرًا عالي الجودة، يقلّ احتمال مغادرتهم وظائفهم خلال 12 شهرًا بنسبة 56٪، مقارنةً بأولئك الذين لا يتلقّون التقدير المناسب.
3. الربط بين الأداء وبين التقدير:
هل يحصل أصحاب الأداء العالي فعلًا على التقدير؟ هل توجد فجوة؟ هل هناك موظفون يقدِّمون نتائج مبهرة من دون أيّ مكافأة؟
قياس هذا الربط يُعيد ضبط البوصلة، ويمنع التقدير العشوائي الذي يُفقِد البرنامج مصداقيته.
كيف تساعدك حلول رسال للأعمال في ذلك؟
- من خلال لوحة تحكّم لحظيّة، تعرض جميع الحوافز المُرسَلة والمُستخدَمة.
- تقارير تفصيلية تُظهِر معدَّل التفاعل حسب الفئة، القسم، المناسبة.
- إمكانية الربط مع أنظمة الموارد البشريّة؛ لتحليل العَلاقة بين التقدير وبين الأداء.
- القدرة على اكتشاف الموظفين الذين لم يتلقّوا تقديرًا منذ مُدّة طويلة.
قياس النجاح لا يعني التعقيد، بل يعني أن يكون التقدير مسؤولًا، ومنضبطًا، ويخدم غايته الكبرى؛ أن يرى الموظف أثره، وتراه المؤسسة ثقافة تنمو أمامها.
هل يرتبط التقدير بثقافة المدير؟
قد تشتري المؤسسة أفضل نظام مكافآت، وتستخدم أحدث منصة رقمية، وتنظّم حملات داخلية بميزانية ضخمة، لكن كلّ هذا لا يعني شيئًا إن لم يؤمن المدير المباشر بفكرة التقدير من الأساس.
في بيئات العمل الواقعيّة، الموظف لا يتعامل يوميًا مع الإدارة العليا أو قسم الموارد البشريّة، بل مع مشرفه المباشر. وإذا كان هذا المشرف يرى أنّ التقدير “ترفًا” أو “يُفسد الموظف”، فالنتيجة ستكون نظامًا شكليًا لا يلمس الموظف أثره.
وهنا يظهر أحد أخطر أسباب إخفاق برامج التقدير: غياب القناعة لدى المديرين المتوسطين، وعدم تمكينهم من استخدام أدوات التقدير بذكاء.
لماذا تُهمِل بعض القيادات التقدير؟
- الخوف من خلق “حساسيّات” بين الموظفين.
- الانشغال بالنتائج الرقمية فقط، من دون الاهتمام بالجانب الإنساني.
- عدم توفّر أدوات واضحة وسريعة للتقدير في لحظتها.
- أو ببساطة، لم يَسبِق أن قُدِّروا هم أنفسهم من إدارتهم، فلا يعرفون كيف يقدِّرون غيرهم.
دور حلول رسال للأعمال هنا:
- تمكين المديرين الميدانيين من إرسال مكافآت فورية بسهولة وبلا موافقات متسلسلة.
- تخصيص أنواع التقدير لتناسب طبيعة الفِرَق الميدانيّة، لا فقط الإدارات المركزيّة.
- بناء تقارير تُظهِر مَن المديرين الأكثر استخدامًا لأدوات التقدير، وتحفيز الباقين.
- ربط إرسال المكافأة بنتائج الأداء؛ لتشجيع المديرين على التقدير المرتبط بالنتائج لا المجاملات.
أيّ إستراتيجية لتقدير الموظفين، تبدأ من القمّة، لكن نجاحها يعتمد على مَن في المنتصف.
قد يهمك: هل تقدّر موظفيك كما ينبغي؟ 3 خطوات عملية لبناء ثقافة التقدير في بيئة العمل.
لماذا تُعَدُّ حلول رسال للأعمال خِيارًا مثاليًا لتطبيق إستراتيجيات التقدير؟
كلّ ما سبق من إستراتيجيات لا يصنع فرقًا فعليًا إن بقي حبيس الاجتماعات والشرائح التقديمية. الفرق الحقيقي يبدأ حين تُتَاح للمديرين أدوات فورية، وذكية، وسهلة الاستخدام، تُمكِّنهم من تطبيق التقدير في لحظته، وبلغة يَفهَمها الموظف؛ الهدية.
وهنا، تُقدِّم حلول رسال للأعمال منصة مصمّمة من البداية لأجل هذا الهدف بالضبط؛ تمكين المنشآت من التقدير الفوري والمؤثِّر، من دون التكاليف أو التعقيدات.
ما الذي يميّز حلول رسال للأعمال؟
- إرسال فوري للمكافآت الرقمية عبر SMS أو البريد، بلمسة واحدة.
- خِيارات مَرِنَة تشمل أكثر من 1000 علامة تِجاريَّة محلّيّة وعالميّة، تناسب جميع الأذواق والمناسبات.
- لوحة تحكُّم لحظيّة تَعرِض تقارير الاستخدام والتفاعل؛ لتساعدك في تحسين الإستراتيجية مع الوقت.
- تخصيص كامل للهُويّة البصرية في واجهة الإرسال؛ لتعزيز حضور علامتك في ذِهن الموظف.
- ربط API متكامل مع أنظمة الموارد البشريّة والولاء؛ لسهولة التشغيل الآلي.
- إمكانية الاسترداد للمكافآت غير المُستخدَمة؛ لتقليل الهَدر المالي.
خلاصة القول: التقدير لم يعد خِيارًا، بل لغة القيادة في عصر الرقمنة.
في زمن تتنافس فيه الشركات للحفاظ على الكفاءات لا استقطابها فقط، أصبحت إستراتيجيات تقدير الموظفين هي العملة الجديدة لبناء الولاء، وتحفيز الأداء، وترسيخ ثقافة مهنية تُحترَم فيها الجهود.
لكن التقدير لا يعني إنشاء قسم جديد، أو عقد وُرَش داخلية. بل يعني أن نوفِّر للمدير أدوات بسيطة، وذكية، وسريعة، كي يقول للموظف: “أنا أراك، وأقدّرك.”
وهنا، لا توجد أداة تترجم هذه الجملة أفضل من مكافأة رقمية تصل في وقتها، وتُشعِر الموظف أنّ مؤسسته لم تنساه.
حلول رسال للأعمال لا تبيعك بطاقات، بل تبني معك منظومة تقدير عمليّة، ومَرِنَة، وقابلة للقياس، تلائم ثقافتك، وتعزِّز نتائجك، وتُسهِّل على المدير أن يقدِّر مِن دون أن يعقِّد. لو أردت تطبيق إستراتيجية تقدير فعليّة، جرّب جلسة تعريفيّة مجانيّة، وشاهد بنفسك كيف يمكن أن تبدأ من الغد؛ احجز جلستك الآن.