اشتهر المسلمون بأنواع محددة كاستخدامات للفن في حضاراتها القديمة.. إذ أن تحريم التصوير في الفن الاسلامي كما ذكرت الدراسات أبعد المسلمين عن الخيال فضطروا لاستخدام الذهن بدلاً عنه وبذلك تم تصنيف الفنون الإسلامية على أنها فنون تفتقر إلى البصيرة والتعقيد والخيال، وتم تقسيمها إلى ثلاث أصناف لجأوا إليها كنتيجة لضييق المياديين.
- فنون الزخرفة الهندسية والنباتية -فن التوريق-.
- الفنون التي في أصلها حيواني وطوعوها لتتماشى مع معتقداتهم
- وأخيراً الخط العربي.
هذه التفسيرات هي ماتم تسليط الضوء عليه من جهة الباحثين وكل من عنيّ بالفن عموما والإسلامي منه على وجه الخصوص، وهي حقيقةً جوانب فنية فريدة من نوعها وذو طابع مستقل.
فنحن مدينون لذلك على أي حال، مدينون لكل تلك التفسيرات وإن تم ذكرها كنقاط سلبية في ظاهرها وناقدة لتلك الحضارة. فالـ”الاضطرار” و “ضيق الميادين” الموصوفة من قبل النقاد لهذا التفرد جعلت للفن الإسلامي خطاً واضحاً، جميلاً، عميقاً وعلامة فنية مميزة. حتى صارت هوية فنية إسلامية واضحة لازلنا قادرين إلى اليوم على تميزها من خلال تلك النقوش الفريدة النباتية منها والهندسية وكذلك الخط العربي حتى دُمجت في حضارات أخرى.. ولا أظن أن العالم كان سيبدوا جميلاً بما يكفي دون هذه التصنيفات الفنية الثلاثة.
ومايهمنا من هذه النقطة هو أن ماتم الاقتباس منه لأجل فن التوريق -الزخرفة النباتية- كان ورد ونباتات تزرع وتوجد في بطن تلك الحضارة الممتدة في مساحاتها العريضة، فكان أول نوع من الورد يحاكى لأجل ابتكار تلك النقوش، هو ورد اللوتس ثم ورد التوليب وأخيراً الورد الجوري، ولا ننسى أن الأشجار وأوراقها أخذت حيزاً فياضاً في تلك النقوش وفي ذلك الفن باختلاف أشكالها وأحجامها.
إذن، فإن الزخرفة النباتية تحديداً انوجدت قيمتها في فكرة الليونة المرسومة خلالها بل هي تقوم على العفوية والاسترسال و الإنطلاق، والتي تدل على النمو والديمومة والحياة المتدفقة في نسق مفتوح مترامي الأطراف.
التعليقات مغلقة.