البنفسج زهرة الغناء والحب

حين ظهرت جوزفين في حفل زفافها، أطلت متزينة بأحد أنواع الورد الذي صار رمزاً لعلاقة الحب بينها و بين نابليون فيما بعد، ذلك النوع من الورود الذي يجيد التشكل جيداً على هيئة القلب ليعلن عن الحب، ولأجل ذلك فقد قيل بأن نابليون حرص أن يهدي حبيبته جوزفين من هذا الورد تحديداً في أعياد الزواج، إلى أن صارت وردة البنفسج رمزاً ودلالة على حب وعشق نابليون القائد العسكري، ولهذا السبب فإن فرنسا اهتمت بشكل خاص بزهرة البنفسج وزراعتها بأنواعها.

إن زهرة البنفسج خلقت لعدة أغراض ولأنواع الحب بأشكاله وليست حكراً على جوزفين ونابليون، حيث أنها وبدون شك هي الزهرة التي تفسر الكبرياء والحب. فقد كتب عنها شاعر الشعب بيرم التونسي، قائلاً في مطلع أحدى أغنياته المغناة بصوت أحد أعرق مغنين فن الدور والذي قال عن صوته العقاد: بأنه كالماء العذب، النقي، يأخذ من كل إناء لونه ومن كل وعاء شكله، أنه صالح عبدالحي:

ليه يا بنفسج بتبهج وأنت زهر حزين!
والعين تتابعك وطبعك محتشم ورزين

إن أغنية “ليه يا بنفسج” استطاعت أن تواجه القبح، وأن تستمر دائماً في وجه الغناء الحالي، هي الذاكرة الحية، والتي تغنى بها بعد صالح، ميادة الحناوي وغيرها، بينما أكثرها استماعاً حالياً بصوت شهد برمدا.
أحيانا نتجاوز صاحب الغناء الأول لأغنية ما، لكن نعلق عند الكلمة واللحن، فإن كلمات “ليه يا نفسج” بلا شك هي السبب الرئيس في خلود هذه الأغنية، لأنها تظهر البنفسج كلغة تستطيع أن تصل بنبضها، ولونها، وعبقها، بل الأهم برائحتها، كحب أبدي خالد.

حسنك بكونك بِلونك  تِبهج المقهور
واللي يزوره  سميره  في الظلام مستور

يتغنى بها كل أحد بآداء يميزه، وهذه الميزة نستطيع أن ننسبها للحن السنباطي الذي يعطي هذه المساحة للكلمة فتخرج بمقدار إحساس الغناء.
لا أظن أن قصص البنفسج ستمر بك دون أن تثير الشوق في قلبك للحبيب، فعرج عليه بباقة بنفسج، لتكون السلوى و إعلاناً للحب!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.