كيف تساهم المكافآت الرقمية في خلق بيئة عمل مبنية على التقدير؟

بيئة العمل المبنية على التقدير هي السبيل الوحيد للحصول على موظفين مخلصين ومحفَّزين تجاه مهامهم اليومية، وبناء هكذا بيئة يستدعي قدرًا معقولا من الجهود الهادفة والجادة.

 لم يعد التقدير شيئا مغريًا في عصرنا الحالي، فالمنافسة تشتعل بشكل كبير، والمواهب تبحث دائمًا عن من يقدرها، ولكن هذا التقدير كلمة عامة، إذ ما الذي يدفع موظفًا مرموقًا ذا راتب ضخم وبيئة محفزة أن يتوجه لشركة أخرى؟

لعل الخطوة الأولى هي أن تطلق برنامج تحفيز للموظفين يعتمد في أساسه على المكافآت الرقمية، ولكن هذا لا يضمن لك إطلاقًا ولاء موظفيك وتحفيزهم.

لأن هذا الموضوع حساس، قررنا في رسال glee كتابة هذا المقال اليوم لنتحدث عنه باستفاضة أكبر بحيث تعرف كيف تستخدم التقدير لصالحك.

ما هو تقدير الموظفين أصلا؟

تقدير الموظفين يشير إلى جميع الإجراءات والطرق التي تتخذها شركة معينة نحو إبراز جهود موظفيها واحساسهم بأن كل ما يفعلونه مقدر، وقد تقدر شركة ما موظفيها دون استخدام الحوافز المادية، لأن التقدير يحمل عدة أوجه، إذ يمكن أن تقدر الشركة موظفيها وتكافئهم على أشياء مثل:

  • الإنجازات.
  • السلوك الحسن والتعامل اللطيف والفعال مع زملاء العمل.
  • تقدير الجهود الدؤوبة التي قد يقدمها بعض الموظفين خارج نطاق مهامهم الرسمية.
  • تقدير تحقيق الأهداف قبل موعدها.

أي أن التقدير في صميمه، يسعى لتحقيق هدف واحد: أن يشعر الموظف بأنه عنصر فعال، أداة قوة في شركته، وأن كل شيء يقوم به مرئي ومسموع من قبل رئيسه وجميع أقسام الشركة الأخرى.

قد يقول البعض: ولماذا يعد التقدير عنصرًا هامًّا، ما دام الموظف يحصد الراتب الذي يريد؟

قد يهمك: هل تبحث عن كيفية تحفيز الموظفين وتعزيز الأداء الوظيفي؟ المفتاح في المكافآت الرقمية

ما هي أهمية تقدير الموظفين؟

لنكن واقعيين، من مهد الطفولة ونحن نتشوق لكلمة شكر أو ثناء من أبوينا تجاه ما قمنا به، وتلك الحاجة الغريزية في النفس للشعور بالتقدير لن تختفي، لأنها عنصر طاقة تحتاجه النفوس لكي تشبع وتوصل المسير. وهذا لا يختلف كثيرًا عن بيئة العمل، بل إن التقدير يكون أكثر قيمة في بيئة العمل منه في المراحل السابقة، لأنه يساعد الشركة على:

  • حفظ كادرها البشري المميز من الاستقالة والبحث عن وظائف أخرى.
  • زيادة الرضا الوظيفي.
  • زيادة الأداء، وهو الأهم.

لكن القناعة السائدة عند عموم مديري الموارد البشرية ورؤساء الأقسام أن الحفل السنوي الخاص بالشركة والذي يجمع جميع موظفيها أكثر من كافٍ للحفاظ عليهم وتقديرهم. لكن بحسب دراسات متخصصة في هذا الشأن، فإن تلك الحفلات السنوية لا تبث أي نوع من التقدير في نفس الموظف. 

بل إن رسالة بريدية تصل الموظف صباحًا قبل بدء دوامه تبث فيه الشكر والامتنان من إدارته على جهوده قادرة على زيادة أدائه.

كيف يساهم التقدير في إشعال شرارة حماس الموظف؟

المدهش أن عبارة بسيطة مثل: شكرا لك على جهودك، من الفريق الإداري الأعلى منصبًا في الشركة كفيلة بزيادة حماس أي موظف بنسبة 69٪

الإحصائية السابقة ليست خيالاً بل هي نتاج استبيان قامت به شركة O.C Tanner؛ حيث كان من أهم أسئلة الاستبيان السؤال التالي:

  • ما هو أهم فعل ترغب في حدوثه من قبل مديرك لكي تعمل جيدًا؟

أجمع جميع الموظفين الذين خاضوا الاستبيان أن كلمات الشكر والعرفان من رؤسائهم وقادة شركتهم هي ما يبحثون عنه.

تخيل معي أن معظم الشركات قد تصرف مئات ألوف الريالات في تحضير حفلات خاصة بموظفي الشركة أملا في زيادة أدائهم، بينما لو قاموا فقط بإرسال رسالة شكر لكل موظف تثمّن جهوده، فسيصلون لمبتغاهم بأقل الجهود.

قد يهمك: 6 أسباب تجعل من المكافآت الرقمية الخيار الأفضل للشركات.

التقدير هو القوة الخفية وراء الجهد العالي

 مواصلة لنتائج دراسة شركة O.C Tanner، من بين جميع الصفات التي تم تجريبها، مثل قدرة الموظف على تحفيز نفسه وقيادة جهوده ذاتيا، وعنصر الإلهام، برزت كلمة التقدير كأهم مسعى لأي موظف. تُرى هل يكون السبب في أن الإنسان غالبا ما يقلل من شأن الأفعال الصغيرة؟

 بل إن دراسة أخرى تمت حول الموضوع ذاته من شركة  Trust Index™  المتخصصة في مكافأة الشركات التي تحصد بيئات عمل قوية، وجدت أن النسبة الكبرى من الموظفين أكدوا على أهمية التقدير كعنصر فعال لزيادة حماسهم.

تلك الدراسة تمت على أكثر من مليون شركة، وهذا كما ترى ليس رقمًا صغيرًا بل هو رقم كبير، ويخبر عن حقيقة مجهولة أو قل متجاهَلة: التقدير هو أهم عنصر في خلق بيئة عمل محفزة.

بل إن التقدير يضاهي قوة الترقية الوظيفية

المشكلة هنا هي أن بعض الشركات تنتهج نهج الترقية كإستراتيجية تحفيز للموظفين، لكن الأبحاث تخبر عكس ذلك، إذ إن الترقية التي تأتي دون أي تقدير قد لا تؤثر البتة في نفسية الموظف، أي أن أداءه لن يزيد. لأن التقدير هو أساس العملية، بل خذ عندك هذه الإحصائيات:

  • ثلث المشاركين في الاستبيان من الموظفين أكدوا أن شعورهم بالتقدير يجعل من الترقية شيئا مميزًا.
  • وأكد آخرون أن الترقية المصحوبة بتقدير كفيلة بإشعال شرارة إبداعهم وزيادة أدائهم لتقدير المزيد.
  • بل إن نسبة كبيرة من الموظفين تقول إن ما يمنعها عن تقديم ما هو أكثر من الموكل إليهم من مهام هو شعورهم بعدم التقدير.

كل تلك الإحصائيات وغيرها تعزز – لمن يقرأ بين السطور – أهمية التقدير ودوره القوي في نفسية الموظف. لكن السؤال المنطقي الآن: كيف أقدر موظفي؟

ثمة عدة طرق، ولكن إن شئت أقواها فهو رسال glee، هذا الحل التقني تم تصميمه على أقوى مبادئ التقدير التي تحقق لك حقًّا أن يشعر موظفك بالتقدير. فقط تأمل العنوان الرئيسي في صفحة رسال glee:

كيف يساعد رسال glee في تحقيق التقدير؟

ونجيبك، يوظف glee المكافآت الرقمية لصالحك بحيث تمنح موظفك الهدية التي تناسبه هو وتتماشى مع احتياجاته، وهذا هو أساس التقدير. بل إن glee يقدم لك ما هو أكثر، إذ يمدك بلوحة تحكم لتعاين تفاعل موظفيك مع هداياك حتى تعرف في ثقة أيها أفضل، لتكثر منها، وأيها لم يحقق الهدف المرجو منه لتتفاداه في المستقبل.

أشعر موظفيك بالتقدير الآن مع رسال glee.

التقدير هو الجواب المباشر للرضا الوظيفي

نفس الدراسة التي قامت بها شركة Trust Index™ على أكثر من مليون شركة وجدت أن تلك العبارات التي يستخدمها الموظفون حول العالم للدلالة على إيجابية بيئة العمل أو نزاهته، أو غيرها، كلها تخبر بشكل مباشر أن الرضا الوظيفي يُحقَّق فقط من خلال التقدير.

كيف تخلق بيئة عمل مبنية على التقدير؟ اتبع النصائح التالية

حتى تلك الشركات التي تحصد سنويًّا جوائز على بيئة عملها القوية تعاني وتجاهد ما بين الفينة والأخرى من تسرب الموظفين وضعف الأداء. السبب هو أنه لا توجد منهجية صالحة للكل، فما يصلح مع غيرك قد لا يصلح لك بالضرورة، نعي أن هذا الكلام معروف ولكن تطبيقه مع الأسف قليل.

عموما إن أردت بناء بيئة عمل مبنية على التقدير، فعليك بالنصائح التالية:
 

1. كن محددًا وواضحًا 

لا تنسَ أبدًا أن خير الأمور أوسطها، وهذا يصدُق كثيرًا على حالات التقدير، لا تجعل تقديرك واضحًا لموظفك فيعتاد عليه، فيبدأ ينظر له على أنه حق من حقوقه. اربط التقدير بالجهود والإنجازات الحقة التي تحتاج فعلا لوقفة شكر وعرفان.

قد يهمك: من أجل تحفيز أفضل لموظفيك: استثمر في نجاح بيئة عملك من خلال المكافآت الرقمية.

2. قدم التقدير في وقته

  التقدير الذي يصل الموظف في شهر ديسمبر في حين أن إنجاز الموظف كان في شهر مارس قد لا يحدث ذلك التأثير الذي قرأته في هذا المقال عن قوته، بل الأفضل أن تقدره في مارس، عامل الوقت مهم هنا.

كلما تأخر التقدير عن وقته، قل ذلك من قوة تأثيره، بل إنه قد لا يكون صادقًا أصلاً، كيف تعرف فقط بجهود ذاك الموظف أو إنجاز هذا إلا بعد مضي فترة لا بأس بها؟ هذا حرفيًّا لا يتماشى مع قوانين التقدير.
 

3. التقدير بحر لا ساحل له

هذه الدراسة مثلا تخبر بوضوح أن التقدير يمكن تحقيقه دون إنفاق عظيم المال، حتى ولو تم وفق النصيحة رقم 2 (في وقته)، لسبب بسيط: كل موظف يختلف عن الآخر. فثمة من تثيره الهدايا النقدية، وثمة من تثيره الحفلات، وآخر كل همه جلسة مع كتابه المفضل. هذا يبرز أهمية أن تسأل موظفيك دائما عبر استبيانات داخلية.

المقصد من هذه النصيحة أن التقدير يمكن تحقيقه بطرق مختلفة، لكن الأهم أن تسأل موظفك بدلا من الاعتماد على الافتراضات الشخصية.

قد يهمك: 4 خطوات لإنشاء برنامجك الخاص للمكافآت الرقمية.

خلاصة القول

تستطيع الآن أن توظف رسال glee لتقدير موظفيك عبر حلول المكافآت الرقمية، فقوة التقدير تكمن في أنه منعدم أصلا. يعاني معظم الموظفين من الجحود في حق جهودهم، وإذا قدرتهم الآن فأنت تخالف المألوف، وتخلق لنفسك بيئة عمل قوية ومؤثرة.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.