كيف تعزز ولاء موظفيك وتقلل نسبة الاستقالات في شركتك ؟

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها الشركات في بيئة العمل الحالية، أصبح الحفاظ على الولاء الوظيفي للموظفين أمرًا بالغ الأهمية، تواجه المؤسسات عقبات مثل ارتفاع معدلات الاستقالات، وزيادة تكاليف التوظيف والتدريب، وصعوبة الاحتفاظ بالموظفين ذوي الكفاءات العالية، هذه العوامل تجعل من الضروري التفكير بعمق في كيفية كسب ولاء الموظفين، خاصة مع اختلاف دوافع الولاء بين الفئات العمرية المختلفة. 

في هذه المقالة، سنستعرض التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات في تعزيز الولاء الوظيفي، وسنناقش الاستراتيجيات الفعّالة لتحقيق هذا الهدف، مع التركيز على الحلول المبتكرة التي تقدمها رسال للأعمال لتعزيز الولاء الوظيفي في المملكة.

New call-to-action

تحديات الولاء الوظيفي التي تواجهها الشركات في المنطقة

تواجه الشركات في الوقت الراهن مجموعة من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على مستوى الولاء الوظيفي لدى الموظفين، من أبرز هذه التحديات:

  • ارتفاع معدلات الاستقالات: وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة “CIPD”، يوجد فرق في معدلات الاستقالات بين الفئات العمرية المختلفة؛ حيث تصل معدلات الاستقالات بين الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 20-29 عامًا إلى 25%، في حين ترتفع إلى 30% بين الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 45-55 عامًا، هذا الفارق الطفيف يعكس اختلاف الدوافع والاحتياجات بين الأجيال المختلفة، ممّا يعقِّد من مهمة الشركات في الحفاظ على كوادرها.
  • تكاليف التوظيف والتدريب: عملية توظيف وتدريب موظفين جدد تتطلب استثمارات كبيرة من حيث الوقت والموارد المالية، هذه التكاليف ترتفع بشكل كبير مع تزايد معدل الدوران الوظيفي؛ ممّا يشكل عبئًا إضافيًّا على الشركات.
  • صعوبة الاحتفاظ بالكفاءات العالية: مع ازدياد الطلب على الموظفين ذوي المهارات المتقدمة، تواجه الشركات صعوبة في الحفاظ على الموظفين الأكثر كفاءة وخبرة، خاصةً في ظل العروض المغرية التي قد تقدمها الشركات المنافسة.
  • تنوع الأجيال داخل القوى العاملة: وجود أجيال مختلفة داخل الشركة، من جيل الشباب الطموح إلى الجيل الأكبر سنًّا ذي الخبرة، يخلق تحديات تتعلق بكيفية تلبية احتياجات ومتطلبات كل فئة لضمان رضاها وولائها.

هذه التحديات تجعل من الضروري على الشركات تبنِّي إستراتيجيات مدروسة لتعزيز الولاء الوظيفي وتجنُّب الخسائر المرتبطة بفقدان الموظفين. 

في الفقرة التالية، سنتناول بعض هذه الإستراتيجيات ونوضح كيفية تطبيقها بفاعلية.

قد يهمك: هل تبحث عن كيفية تحفيز الموظفين وتعزيز الأداء الوظيفي؟ المفتاح في المكافآت الرقمية

 

3 إستراتيجيات تعزيز الولاء الوظيفي

بعد استعراض التحديات التي تواجهها الشركات في الحفاظ على الولاء الوظيفي، يصبح من الضروري التفكير في الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تجاوز هذه العقبات، تعتمد فاعلية هذه الإستراتيجيات على فهم دقيق لدوافع الموظفين، والتي تختلف بشكل مُلاحَظ بين الفئات العمرية.

1. الفرص المهنية والتطوير الشخصي

إن تقديم فرص للتطوير المهني هو أحد أهم العوامل التي تعزز الولاء الوظيفي، خاصة بين الموظفين في الفئة العمرية من 20 إلى 29 عامًا، هؤلاء الموظفون يسعون دائمًا للترقي السريع وتطوير مهاراتهم؛ لذلك يجب على الشركات:

  • توفير مسارات مهنية واضحة: عندما يعرف الموظف كيف يمكنه التقدم في مسيرته المهنية داخل الشركة، فإن ذلك يزيد من إحساسه بالاستقرار والولاء، على سبيل المثال: يمكن للشركات تقديم خرائط طريق مهنية توضح الخطوات المطلوبة للترقية إلى مستويات أعلى، بما في ذلك المهارات والتدريب اللازمين.
  • الدورات التدريبية والتطويرية: تنظيم برامج تدريبية تلبي احتياجات التطوير الشخصي والمهني للموظفين، على سبيل المثال: يمكن للشركات توفير ورش عمل تدريبية في المهارات التقنية المطلوبة أو تقديم برامج تعليمية مرتبطة بالعمل بالتعاون مع جامعات أو معاهد معترف بها.

2. الاستقرار الوظيفي والمكافآت المالية

بالنسبة للفئة العمرية من 45 إلى 55 عامًا، يُعَدُّ الاستقرار الوظيفي والمكافآت المالية عوامل أساسية للحفاظ على الولاء الوظيفي، هذه الفئة تميل إلى البحث عن الأمان والاستقرار في مكان العمل؛ ولتحقيق ذلك يمكن للشركات:

  • تقديم خطط تقاعد مميزة: عرض خطط تقاعد وتأمينات طويلة الأجل تشعر الموظفين بالاطمئنان، على سبيل المثال: يمكن للشركات تقديم برامج تقاعد تشاركية يساهم فيها الموظف والشركة معًا؛ ممّا يضمن للموظف دخلًا مستقرًّا بعد التقاعد.
  • مكافآت على الأداء: ربط المكافآت بالأداء الفردي والجماعي لخلق حافز إضافي للموظفين، يمكن للشركات تنفيذ برامج مكافآت تعتمد على تحقيق أهداف محددة، مثل: منح مكافآت نقدية أو عطلات مدفوعة بالكامل للموظفين الذين يتجاوزون التوقعات.

3. التوازن بين العمل والحياة الشخصية

يُعَدُّ التوازن بين العمل والحياة من القضايا المهمة لجميع الفئات العمرية، ولكن أهميته تختلف من فئة لأخرى، فالموظفون الأصغر سنًّا يميلون إلى البحث عن المرونة في العمل لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، في حين يميل الأكبر سنًّا إلى استغلال هذه المرونة لرعاية أسرهم أو التخطيط للتقاعد؛ لذلك يجب على الشركات:

  • تقديم خيارات عمل مرنة: يمكن للشركات السماح للموظفين بالعمل عن بعد لبعض الأيام في الأسبوع، أو تقديم خيارات للعمل بساعات مرنة تتناسب مع احتياجات الموظفين الشخصية، على سبيل المثال: يمكن للموظف أن يبدأ يومه في الساعة السابعة صباحًا لينهي عمله مبكرًا ويقضي وقتًا أطول مع أسرته.
  • دعم العائلة: الشركات التي توفر برامج دعم للأسرة تعزز الولاء الوظيفي بشكل كبير، على سبيل المثال: يمكن تقديم إجازات مدفوعة للعناية بالأطفال أو توفير خدمات رعاية أطفال داخل الشركة؛ ممّا يخفف العبء على الموظفين ويزيد من رضاهم.

قد يهمك: 6 إستراتيجيات مهمة لتعزيز الولاء الوظيفي في بيئة العمل.

 

كيف ساهمت حلول رسال للأعمال في تعزيز الولاء الوظيفي؟

في ظل التحديات التي تواجهها العديد من الشركات في المملكة العربية السعودية في تعزيز الولاء الوظيفي، تأتي قصة نجاح شركة سعودية كدليل حي على فاعلية حلول رسال للأعمال في تحقيق هذا الهدف.

وهي إحدى الشركات الرائدة في قطاع التكنولوجيا بالمملكة، كانت الشركة تواجه مشكلة متزايدة في معدلات الاستقالات، خصوصًا بين الموظفين ذوي الخبرة، والذين كانوا يجدون فرصًا مغرية في شركات أخرى، هذا الوضع أثر بشكل كبير على استمرارية المشاريع وكفاءة العمل، وأدى إلى زيادة التكاليف المرتبطة بالتوظيف والتدريب.

التحدي

كانت إدارة الشركة تدرك أن هناك حاجة ملحة لتعزيز الولاء الوظيفي للحفاظ على موظفيها وتخفيض معدلات الاستقالات، وبعد دراسة السوق والبحث عن الحلول المتاحة، قررت الشركة تجربة حلول رسال للأعمال كجزء من إستراتيجيتها الجديدة.

الحل

قامت حينها بدمج عدة حلول رقمية من رسال ضمن إستراتيجيتها لتعزيز الولاء الوظيفي، وذلك من خلال:

  1. المكافآت والحوافز الرقمية (Biz – rewards):
    أطلقت الشركة برنامج مكافآت مخصص يعتمد على منصة رسال، الموظفون الذين حققوا أهدافًا معينة أو أظهروا أداءً مميزًا تمت مكافأتهم ببطاقات هدايا رقمية يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من المتاجر والخدمات، هذا النوع من المكافآت زاد من حماس الموظفين وأدى إلى تحسين واضح في الأداء.
  2. المعونات الرقمية (Biz – Donations):
    دعمت الشركة موظفيها في الأوقات الصعبة من خلال تقديم معونات رقمية عبر منصة رسال، عندما واجه أحد الموظفين ظرفًا عائليًّا طارئًا، تمكَّنت الشركة من تقديم دعم مالي سريع ومباشر من خلال البطاقة الرقمية؛ ممّا عزز شعور الموظف بالاهتمام والدعم من قِبَل شركته.
  3. التعويضات الرقمية (Biz – Compensations):
    لتحسين تجربة العملاء وضمان رضاهم، استخدمت الشركة خدمة التعويضات الرقمية من رسال، كلما واجه العملاء مشكلة تتطلَّب تعويضًا، كانت الشركة قادرة على تقديم تعويض فوري عبر المنصة الرقمية؛ ممّا ساعد في الحفاظ على ثقة العملاء ورضاهم، وأيضًا دعم الموظفين العاملين في خدمة العملاء من خلال تسهيل عملياتهم.

النتائج

بعد مرور ستة أشهر من تطبيق حلول رسال، لاحظت الشركة انخفاضًا كبيرًا في معدلات الاستقالات وزيادة واضحة في مستوى رضا الموظفين، فقد أصبح الموظفون أكثر ولاءً للشركة، وأظهرت التقارير أن إنتاجيتهم قد ارتفعت بنسبة 20% بفضل هذه الحلول الرقمية المبتكرة، استطاعت الشركة بناء بيئة عمل إيجابية وفعّالة، حيث يشعر الموظفون بالتقدير والدعم المستمر. انضم الآن.

قد يهمك: حلول رسال للأعمال طريقك الأفضل لتحقيق الرضا الوظيفي في منشأتك.

 

الدروس المستفادة

تقدم تجربة الشركة عدة دروس مهمة يمكن أن تستفيد منها الشركات الأخرى في المملكة العربية السعودية والمنطقة بشكل عام عند السعي لتعزيز الولاء الوظيفي من خلال حلول رقمية مبتكرة، هذه الدروس ليست فقط دليلًا على نجاح إستراتيجية معينة، بل هي نقاط إرشادية يمكن أن تساعد الشركات على تجنُّب الأخطاء الشائعة وتبنِّي ممارسات فعّالة.

أ. أهمية التخصيص في برامج المكافآت

إحدى النقاط البارزة في تجربة الشركة كانت القدرة على تخصيص برامج المكافآت لتتناسب مع احتياجات الموظفين الفردية، هذا التخصيص زاد من فاعلية البرنامج، حيث شعر الموظفون بأن المكافآت كانت مصممة خصيصًا لهم بناءً على أدائهم واحتياجاتهم الشخصية، الدرس هنا هو أن الحلول الجاهزة قد لا تكون كافية، بل إن التخصيص والمرونة في تصميم برامج الولاء يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا.

ب. التفاعل الفوري مع احتياجات الموظفين

قدمت الشركة دعمًا مباشرًا وفوريًّا لموظفيها من خلال استخدام حلول رسال الرقمية، هذا التفاعل الفوري مع احتياجات الموظفين – سواء كانت مادية أو معنوية – يعزز شعور الموظفين بالأمان والدعم؛ ممّا يزيد من ارتباطهم بالشركة، الدرس المستفاد هنا هو أن الاستجابة السريعة والفعّالة لاحتياجات الموظفين تُعَدُّ عاملًا أساسيًّا في تعزيز الولاء.

ج. تكامل الحلول الرقمية مع الإستراتيجية العامة

ما جعل التجربة ناجحة هو دمج حلول رسال بشكل كامل ضمن الإستراتيجية العامة للشركة، هذا التكامل لم يكن مجرد إضافة جانبية، بل كان جزءًا أساسيًّا من ثقافة الشركة ونهجها في إدارة الموارد البشرية، الشركات التي تسعى لتعزيز الولاء الوظيفي يجب أن تنظر إلى الحلول الرقمية بوصفها عنصرًا متكاملًا مع إستراتيجياتها الشاملة، لا بوصفها حلولًا منفصلة أو تجريبية.

د. أهمية الشفافية والتواصل المستمر

ساهمت الشفافية في تطبيق الحلول الرقمية والتواصل المستمر بين الإدارة والموظفين في نجاح التجربة، فقد كان الموظفون على علم بالآليات والمعايير المستخدمة في برامج المكافآت والدعم؛ ممّا خلق بيئة من الثقة المتبادلة، الدرس هنا هو أن الشفافية والتواصل الواضح يعززان الثقة ويجعلان من تطبيق الإستراتيجيات الجديدة أكثر فاعلية.

 

خلاصة القول

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الشركات في تعزيز الولاء الوظيفي، تبرز أهمية تبنِّي إستراتيجيات مدروسة ومخصصة تتناسب مع احتياجات الموظفين المختلفة، وذلك من خلال استعراض تجربة إحدى الشركات الرائدة في المملكة العربية السعودية، فقد رأينا كيف يمكن لحلول رسال للأعمال أن تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذا الهدف، من خلال تخصيص برامج المكافآت، وتعزيز التواصل المفتوح، والاستفادة من الربط الرقمي، وتقديم الدعم الفوري، يمكن للشركات بناء بيئة عمل داعمة ومحفزة تزيد من ولاء الموظفين وتقلل من معدلات الاستقالات.

الدرس الأهم هنا هو أن إستراتيجيات الولاء الوظيفي ليست ثابتة، بل يجب أن تتطور باستمرار لمواكبة التغيرات في احتياجات الموظفين وفي بيئة العمل بشكل عام، تبنِّي هذه الحلول المبتكرة بوصفها جزءًا من الإستراتيجية العامة للشركة يضمن تحقيق نتائج مستدامة ونجاح طويل الأمد.

من خلال دمج الحلول الرقمية التي تقدمها رسال للأعمال، تستطيع الشركات ليس فقط الحفاظ على موظفيها، بل أيضًا تعزيز أدائهم وتحقيق رضاهم؛ ممّا يساهم – بنهاية المطاف – في تحقيق النمو والنجاح المتواصل للشركة.

New call-to-action

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.