أهم الأفكار الإبداعية لتحسين بيئة العمل

كثيرٌ منّا يقضي أسبوع عمله في بيئة عملٍ يصفها بالمملّة والمُهدِّدة لصحّته النفسيّة، وكلّما عانى المرء من هذه البيئة الضارة، قلّ إنتاجه وإنتاجيّة العمل العامّة. لذلك، من المهم تسليط الضوء على أفكار إبداعية لتحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجيّة، حيث علينا أن نتبع أساليب مختلفة تفتح ذلك الباب أمامنا وأن نخلق بيئةً عمليّةً ملائمةً وصحيّةً تعطينا الدافع والحافز لنبدع وننتج بكُلّ ثِقةٍ وبسعادةٍ دائمة.

بل إننا نعي ثقل هذا التساؤل الدائم عليك – بصفتك مدير/مختص الموارد البشرية – وهو: كيف أحسّن إنتاجية فريق منشأتي؟ 

في هذه المقالة، سنتطرق لجملة من الأفكار الإبداعية لتحسين بيئة العمل. ولنبدأ بداية منطقية.

أهمية بيئة العمل الإيجابية وتأثيرها على الإنتاجية

يقضي معظم الأشخاص ثلث حياتهم في العمل، لذلك يجب أن يكون لديهم بيئة عمل إيجابية ومريحة. بيئة العمل الإيجابية هي مكون أساسي للنجاح والإنتاجية. فقد أظهرت الدراسات أن العاملين في بيئة عمل إيجابية تزيد إنتاجيتهم ويقل تغيّبهم وإجازاتهم. كما أن البيئة الإيجابية تعزز الشعور بالملكية والإبداع وتساعد على تعزيز التواصل بين الموظفين.

واحد من الأساليب التي يمكن تطبيقها لتحسين بيئة العمل هو تطبيق مفهوم المساحة المفتوحة لتسهيل الاتصال بين الموظفين. كما يمكن استخدام الألوان المناسبة في تصميم المكاتب والأثاث، وتعزيز الإضاءة الطبيعية والاصطناعية لتحسين البيئة العامة في المكان.

يمكن أيضًا إضافة الطبيعة والنباتات في المكاتب لتحسين الهواء والتقليل من التوتر. وتشجيع التعاون والتفاعل بين الموظفين عبر التقنيات الحديثة يمكن أن يساعد على تعزيز التواصل والتعاون بين العاملين.

إذا اهتمت المؤسسة بتحسين بيئة العمل وجعلها إيجابية، فإنه بالتأكيد سيكون لها تأثير إيجابي على إنتاجيتها وكفاءتها، كما أنها ستحافظ على رضا وسعادة الموظفين. ولتحقيق هذه الأهداف، يجب على المؤسسات توظيف أفضل الخطط لتجعل بيئة العمل إيجابية ومحفزة للعمل بكل تفانٍ وجهد.  وسنوضح في الفقرة التالية أنجح الطرق الإبداعية لتحقيق المطلوب.

قد يهمك: أفضل هدايا الموظفين التي تساهم في تحسين بيئة العمل.

الطرق الإبداعية المجربة لتحسين بيئة العمل

ثمة نقطة في غاية الأهمية يجب أن نبدأ بها، وهي أننا في رسال glee لا نقدم محتوى اعتباطيًّا من نوعية أفضل الطرق لتحقيق كذا، بل نحاول معالجة الموضوع بالطريقة العملية الصحيحة، لو مررت سريعًا على عناوين هذه المقالة مثلا، فلن تجد عناوين جديدة عليك، بل قد تكون كلها معروفة عندك.

والسبب ليس في فقر مقالتنا هذه، بل لأننا كبشر دائما ما نبحث عن ذاك الشيء الجديد، وننسى ما لدينا فعلا. 

ازرع التقدير في نفوس موظفيك

مهما ابتعدت بنا السنين، لن يمحى الأثر الفعلي للتقدير. فقط لاحظ الموظفين من حولك سواء في شركتك أو غيرها، وستجد موظفين مميزين يغادرون شركات مميزة وناجحة، ليس لضعف الراتب، بل لغياب التقدير.

إذ كيف سيبذل المرء فيها جهودًا جبارة أو يتحفز أصلا إذا كان يعي أن جهوده وعدمها سواء؟

على الرغم من بساطة هذا المفهوم ودرايتنا به فإننا لا نفكر فيه أو نحاول تطبيقه. ابدأ من الآن في تقدير موظفيك. شرط التقدير أن تقدم مكافأة، ليس أي مكافأة بل أن تكون المكافأة ذات قيمة عند الموظف أولاً، وتأتي إليه في ثوب تقدير على مجهوده المضني.

وهذا تحديدًا ما يقدمه رسال Glee، إذ جرى تصميم هذا النظام لغرض واحد فقط: بث روح التقدير في نفوس الموظفين عبر حلول إهداء ذكية تتماشى مع ذوق وتطلعات كل موظف على حدة. ثم -وهو الأهم- أنه نظام مرن يوفر لك أهم عنصرين: المال والوقت. جربه الآن وعاين ميزاته بنفسك.

تحسين بيئة العمل

 

استخدام الألوان في تصميم المكاتب والأثاث

تعتبر الألوان من العوامل الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تصميم المكاتب والأثاث. فهي تمثل الطريقة الأساسية للتعبير عن المزاج والشخصية وتعكس الأحاسيس المختلفة. فمثلاً، تستخدم الألوان الهادئة مثل الأزرق والأخضر في المكاتب لتحقيق السكينة والهدوء وتحفيز الإبداع وتعزيز التركيز. بينما تُستخدم الألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي في المكاتب التي تتميز بالنشاط والحماس والإثارة.



يقول الدكتور برنارد مييرز، الرائد في علم النفس اللوني: “الألوان تؤثر بشكل كبير على الإنسان؛ إذا كانت المكاتب مصممة بألوان دافئة، فستكون الأجواء دافئة، وسيفتح الناس عقولهم وقلوبهم وأرواحهم. بينما إذا كانت ألوان المكاتب باردة، فستثير الأسئلة والتساؤلات والشكوك والتشاؤم”.

علاوة على ذلك، يمكن أن تتأثر المزاجات بالألوان المختلفة، فالألوان الداكنة تتعلق بالشعور بالحزن والانطواء، بينما تُشعر الألوان الزاهية بالانفتاح والتفاؤل والنشاط. لذلك، يمكن استخدام الألوان بحكمة لتحسين البيئة في المكاتب وتحسين الإنتاجية العامة للعمل.

وبِناءً على هذه المعلومات، فإن اختيار الألوان المناسبة في تصميم المكاتب والأثاث يمكن أن يساعد في توفير بيئة عمل إيجابية وصحية وتحسين العملية الإنتاجية في القطاع الخاص والحكومي. لذلك، دعونا نحرص على استخدام الألوان المناسبة لنحقق الهدف الأبرز من العمل في المكتب: الإنتاجية والنجاح.  

قد يهمك: أمثلة عملية لبيئة عمل محفزة من كبرى الشركات العالمية.

تعزيز الإضاءة الطبيعية والاصطناعية

تتأثر الإنتاجية بقوة بجودة الإضاءة في مكان العمل، إذ أظهرت الدراسات أن الإضاءة الطبيعية تعزز الطاقة وتعدل النشاط العصبي للإنسان، بينما الإضاءة الاصطناعية التي لا تناسب الأشخاص الذي يعملون في المكتب يمكن أن تخفض من معدل الإنتاجية والراحة النفسية للموظفين.



لذلك، يجب توفير إضاءة طبيعية جيدة وإدارة جيدة للإضاءة الاصطناعية لتحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية. إليك بعض المقترحات لتحسين الإضاءة في مكان العمل:

– استغلال الإضاءة الطبيعية: مع ضمان المراعاة للمظلات الكهربائية وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على رؤية الموظفين.
– استخدام مصابيح الفلورسنت: إذ إنها تستخدم الطاقة أكثر وتوفر نفس نوع الإضاءة الذي توفره الشمس.
– استخدام المصابيح التي يمكن التحكم فيها: إذ يمكن صيانتها على نحو أفضل وإنارة مناطق محددة في المكان الذي يعمل فيه الموظفون ما يضمن الراحة البصرية للعين.

وفي النهاية، يعتبر تحسين الإضاءة الطبيعية والاصطناعية أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على الرفاهية العامة وزيادة الإنتاجية في مكان العمل. لذا يجب توفير الإضاءة الجيدة اللازمة لكل موظف بغض النظر عن مسماه أو موقع عمله في المنشأة التجارية حتى يتمكن من العمل بطاقة عالية وتحقيق الهدف الأساسي لأي مكان عمل وهو تحقيق النجاح المطلوب.  

قد يهمك: مبادرات تحسين بيئة العمل: تعرف على أكثرها فعالية.

تطبيق مفهوم “المساحة المفتوحة” لتسهيل التواصل بين الموظفين

يعتبر مفهوم “المساحة المفتوحة” من الأفكار الإبداعية المهمة لتحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية. فالتخطيط الجيد لتصميم المكاتب بتوفير مساحة مفتوحة يعمل على تسهيل التواصل بين الموظفين ويجعل التعاون بينهم أسهل وأسرع. كما أن ذلك يعكس الرؤية الحديثة لتصميم المكاتب والشركات التي تسعى إلى تحسين ظروف العمل لوصولها إلى مستويات أفضل في الإنتاجية والابتكار والإبداع.



ويؤكد الخبراء على أهمية هذا المفهوم، فقد ذكرت دراسة جديدة صادرة عن (HBR) أن المساحة المفتوحة تسمح للموظفين بالانخراط في العمل بطريقة أكثر وضوحًا وعملية وتعمل على زيادة مستويات تبادل المعلومات والأفكار بين الأعضاء المختلفين في الفريق، وبالتالي ينعكس ذلك إيجابيًّا على الإنتاجية والكفاءة. ولا يتوقف الموضوع عند هذا الحد فقط، إذ إنه يؤدي إلى توفير تمويل لما هو أكثر إبداعًا وفعالية، في حين يعد تصميم المكاتب، بحيث يسمح بسهولة التواصل بين الموظفين، أمرًا أساسيًّا في تحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية في الشركات.

بالتالي، فإن التركيز على تطبيق مفهوم “المساحة المفتوحة” الجديد يعزز من مستويات إنتاجية الفريق ويحسن من بيئة العمل عمومًا، مما يعزز من تحقيق الرضا والسعادة للموظفين وزيادة الإنتاجية والربحية للشركة.  

قد يهمك: دليلك المتكامل لأنجح طرق تحسين بيئة العمل الداخلية.

إضافة الطبيعة والنباتات في المكاتب لتحسين الهواء والتقليل من التوتر

تعد فكرة إضافة الطبيعة والنباتات في المكاتب لتحسين الهواء والتقليل من التوتر، واحدة من الأفكار الإبداعية التي تزيد من جودة بيئة العمل وصحة الموظفين. وقد أُثبت أن النباتات تساعد في تنقية الهواء من السموم والغبار وتزيد من نسبة الأكسجين في الهواء، مما يحسن الهواء المحيط بالموظفين ويجعل البيئة أكثر راحة وصحية.

تعمل النباتات أيضًا على تقليل مستويات التوتر ورفعها بين الموظفين، كما أنها تعزز التركيز والانتباه، إذ أظهرت الدراسات أن العمل في بيئات مزودة بالنباتات يشعر الموظفين بالسعادة والإنتاجية.

يمكن إضافة النباتات والنباتات الداخلية في المكاتب بطرق متعددة. يمكن وضع الأصيص على الطاولات أو الرفوف، مع التأكد من توفير الإضاءة اللازمة والتروي بانتظام. كما يمكن تركيب التربة الزراعية على الحائط أو الأرضيات، لتزيين المساحة بجمال الطبيعة وتنقية الهواء أيضًا.

وتقول الدكتورة Weam Alnasser المتخصصة في العلاج بالنباتات: “يمكن للكثير من النباتات مثل الليلي، الأناناس، الأرجوازي، العصفورية والأسلوبياس التي تعرف بنبات المكتب، تقليل الغبار والبكتيريا في الهواء وبالتالي تعزيز الصحة العامة للموظفين”.

بإضافة الطبيعة والنباتات في المكاتب، يمكن تحسين بيئة العمل وزيادة راحة الموظفين، وتقليل التوتر والضغوط النفسية، وبالتالي الإسهام في تحقيق رضا وسعادة الموظفين وزيادة الإنتاجية والربحية.  

قد يهمك: أفضل 5 هدايا مكتبية لتحفيز الموظفين وتحسين بيئة العمل.

تشجيع التعاون والتفاعل بين الموظفين عبر التقنيات الحديثة

تُعد التقنيات الحديثة إحدى الوسائل المهمة لتشجيع التعاون والتفاعل بين الموظفين في مكان العمل، فهي تعد جزءًا أساسيًّا من عملية التواصل والتفاعل في العصر الحالي. فباستخدام أنظمة الاتصالات المتقدمة والتطبيقات الإلكترونية والخوادم والبرمجيات المخصصة للعمل الجماعي، يمكن تحسين التواصل بين الموظفين وتشجيع التعاون بينهم.

وعن تأثير هذه التقنيات الحديثة على الأداء قال أستاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ديفيد نان: “تساعد تكنولوجيا المعلومات على التنسيق بين أفراد الفِرق، وتتيح أيضًا تواصلاً أسرع وذكيًّا بينهم عند العمل في المشروعات الجماعية”.

ومن هذا المنطلق، يمكن استخدام تطبيقات مثل Slack أو Asana أو Trello لتحفيز الموظفين على التعاون وتبسيط مهام الإدارة والتنسيق، وتسهيل تنفيذ المشاريع بفعالية أكبر. وأيضًا يمكن استخدام البرامج المشابهة لتنظيم الاجتماعات الجماعية في الوقت الفعلي وإدارة الملفات والمحادثات في موقع واحد. وهو ما يؤدي إلى توفير الوقت والجهد وتحسين التنظيم وتعزيز التفاعل والتعاون بين الموظفين في بيئة عمل إيجابية ومثيرة للإنتاجية. 

قد يهمك: ماهي مزايا العمل عن بعد؟وكيف تخلق بيئة عمل محفزة عن بعد؟.

حسنا… قد يراودك سؤال منطقي وهو: ما النتائج التي سأحصل عليها نظير الجهود السابقة؟

إليك أهم النتائج المتوقعة لتحسين بيئة العمل

تحسين الإنتاجية والكفاءة

تحسين الإنتاجية والكفاءة هو أحد الأهداف المهمة في بيئة العمل الصحية والملهمة. فعندما يجري تحسين عملية الإنتاجية والكفاءة، يمكن للمؤسسات تحقيق الأهداف المرجوة بأفضل طريقة ممكنة. لذلك، فإن بعض الأفكار الإبداعية يمكنها أن تحسن بيئة العمل وتزيد الإنتاجية والكفاءة، مثل:
– الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة التي تساعد على تبسيط العمليات والزيادة في الإنتاجية.
– تطبيق مبدأ التخصيص في توزيع المهام والوظائف على الموظفين وتخصيص الوقت والجهد اللازم لإنهاء كل مهمة بكفاءة.
– تدريب الموظفين على المهارات اللازمة وتزويدهم بالمعَدات والأدوات اللازمة لتحسين أدائهم وإنتاجيتهم.
– رفع معدل التواصل بين الموظفين وتوحيد رؤيتهم لتحسين أدائهم اليومي وزيادة الإنتاجية.
– تشجيع المبادرة والابتكار بين الموظفين واحتواء أفكارهم ومقترحاتهم التي تساهم في تحسين الإنتاجية والكفاءة.

وبمجرد تطبيق هذه الأفكار وتحسين بيئة العمل، يمكن تهيئة المؤسسات لتحقيق نتائجها بأفضل طريقة ممكنة محققة الرضا والسعادة للموظفين. كما قال الخبير الإداري، بيتر دراكر: “لا تقيس قيمة ما تفعله بحجم الجهد الذي تبذله، بل بحجم النتائج التي تحققها” وهو الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال تركيز المؤسسات على تحسين الإنتاجية والكفاءة في بيئة العمل الملهمة.  

قد يهمك: 8 إستراتيجيات مهمة لتشجيع الموظفين على العمل.

تحقيق الرضا والسعادة للموظفين

تحقيق الرضا والسعادة للموظفين يعد من الأفكار الإبداعية التي تساهم في تحسين بيئة العمل وتحقيق الإنتاجية والكفاءة في المؤسسات. يجب تدريب الموظفين وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتنفيذ الأعمال والتكيف مع تطور العالم، كما يجب الاستماع إلى متطلبات الموظفين وتلبيتها بقدر الإمكان، إذ يعزز ذلك رضاهم وسعادتهم. بالإضافة إلى ذلك، يتميز الموظف السعيد بزيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف بصورة أسرع. كما أنّ عدد الإجازات والغيابات يتراجع في بيئة العمل السعيدة. فعلى المؤسسات تشجيع التعاون بين الموظفين وتحسين الاتصال بينهم، وضمان توفير مكان عمل نظيف ومناسب يحتوي على الإضاءة الطبيعية والاصطناعية، وكذا وضع النباتات والألوان المناسبة للمكتب والأثاث الأمثل. وبما أن تحقيق الرضا والسعادة للموظفين يعد من أهم أدوات تحسين أداء المؤسسة، فعليها تحديد تلك المشكلات، وتحسين بيئة العمل لتحقيق المزيد من الإنتاجية والربحية. كما يُشير الدليل الخاص بإسعاد الموظفين إلى أنه “يجب أن يبدأ الأمر بالتربية الإيجابية والمكثفة لإداريينا، مما يُعلمهم كيفية التعامل مع فريقهم، وتحفيزهم دومًا”.  

قد يهمك: أفضل طرق تحفيز الموظفين في العمل.

تقليل معدل الإجازات والغيابات

تُعتبر التفاعلات الإيجابية بين الموظفين الدافع الأساسي والمحفز على الإنجازات، فشعور الموظفين بالسعادة والرضا بينما يشتغلون في بيئة لطيفة وحيوية يمكنهم من خلالها التعاون الإيجابي، بالإضافة إلى الشعور بالاهتمام بالأمور الشخصية لكل موظف، يترجم ذلك الشعور سلوكيًّا إلى تحسين معدلات الإنتاجية وتقليل نسبة الإجازات والغيابات. التفاعل والدعم الإيجابي المتبادل بين الموظفين يُبقيان الأمور متناغمة ومشرقة في العمل، إلا أنه يلزم أيضًا الإدارة الشفافة والصريحة، وعدم تجاهل الأمور المشكلة التي تؤثر على الإنتاجية والحضور الواعي للموظف، إذ يجب على الإدارة الوقوف إلى جانب الموظف في مواجهة التحديات التي تواجهه، وتقديم الدعم اللازم المباشر وغير المباشر، حتى ينعم الموظفون ببيئة عمل مثالية ومزودة بمتطلباتهم الضرورية، مما يسهم على نحو ملموس في تقليل عدد الإجازات والغيابات، وزيادة الإنتاجية والربحية عمومًا.

بكلمات أخرى، يمكن القول إن بيئة العمل الإيجابية والمريحة يمكنها تشجيع الموظفين على العمل بجد أكثر، وفي نفس الوقت تحسين جودة العمل وزيادة التركيز، ما ينتج عنه خفض عدد الإجازات والغيابات كثيرًا. على الإدارة تذكّر أن تقديم الرعاية والاهتمام بالموظف كأسلوبٍ للتعامل، هو المفتاح للحصول على عملٍ جيد والتفوق في العمل.  

زيادة الإنتاجية والربحية

تعد زيادة الإنتاجية والربحية من أهم أهداف المؤسسات، وتحسين بيئة العمل يؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف. فعندما يشعر الموظفون بالراحة والاسترخاء في بيئة عمل إيجابية، فإنهم يتمكنون من العمل بطريقة أكثر كفاءة وإنتاجية، وينعكس ذلك على أرباح المؤسسة مباشرة.
تستعمل بعض المؤسسات أساليب مبتكرة لتحقيق هذه الأهداف، فمن أهم هذه الأساليب تحفيز التعاون والتفاعل بين الموظفين عبر التقنيات الحديثة. وبالتالي تعمل هذه الأساليب على تحقيق زيادة الإنتاجية والربحية على نحو ملحوظ.

كما يمكن التحكم في بيئة العمل من خلال إضافة الطبيعة والنباتات في المكاتب، مما يحسن الهواء ويقلل من التوتر، الأمر الذي يساعد بدوره على تحسين نفسية الموظفين ويزيد من إنتاجيتهم. بالإضافة إلى ذلك، تشجع المؤسسات على استخدام الألوان بابتكار في تصميم المكاتب والأثاث، وتعزيز الإضاءة الطبيعية والاصطناعية لتحسين بيئة العمل.

بالتأكيد، تحقيق الرضا والسعادة للموظفين يؤدي دورًا حاسمًا في زيادة الإنتاجية والربحية، وهذا يحتاج إلى تأمين بيئة عمل مريحة ومحفزة للإنتاجية والتحفيز الإيجابي. وباتباع المبادرات الصحيحة وتوظيف أفكار إبداعية، يمكن للمؤسسات تحقيق زيادة في الإنتاجية وتحقيق الأهداف المرجوة على نحو أفضل.  

خلاصة القول

في النهاية، يجب علينا أن ندرك أن بيئة العمل الجيدة لها دور كبير في تحسين جودة الحياة المهنية لنا، وتعمل على تحقيق مستويات عالية من الإنتاجية والكفاءة. تضيف الألوان المناسبة والإضاءة الجيدة والمساحات المفتوحة والنباتات الطبيعية إلى جو المكان العام إضافة مهمة، وتجعل من العمل تجربة ممتعة ومريحة. بينما يعمل التشجيع على التعاون والتفاعل بين الموظفين على زيادة الإنتاجية وتعزيز الحوار والتفاهم بين الزملاء. لذلك، تعمل الشركات والمنظمات على تطبيق مبادئ تحسين بيئة العمل لتحقيق نجاحها ورضا موظفيها. كما يقول هوراس مان، “في نهاية المطاف، الموظفون الأكثر سعادة ورضًا هم الذين ينتجون أكثر.” لذا، فنحن بحاجة إلى الاستثمار في بيئة العمل الجيدة وتحديثها باستمرار، وتعزيز الروح الإيجابية والبناءة في العمل لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية والرضا لدى الموظفين. 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.