كيف يمكن لتحفيز الموظفين معنوياً أن يحدث تغييرًا إيجابيًا في شركتك؟

عند إدارة عمل ناجح، ستجد أن أفضل الأعمال تتم عندما يكون الموظفون سعداء، وعندما تكون معنوياتهم في أعلى مستوياتها. عندما يكون الموظفون غير سعداء، ستتراجع كل من جودة العمل ونسبة الحضور. الاهتمام بصحة ورفاهية موظفيك يعضد مساهمتهم على الصعيد الشخصي والمهني، مما يؤدي إلى بيئة عمل أكثر سعادة واستقرارًا.

بين عامي 2007 و2009، أجرت غالوب دراسة شملت 1.4 مليون موظف من 34 دولة. تُظهر البيانات أن أكثر من 192 منظمة عبر 49 صناعة شهدت التأثيرات التالية عند زيادة مستوى سعادة الموظفين معنويًّا:

  • انخفاض نسبة الغياب بنسبة 37٪
  • انخفاض حوادث السلامة بنسبة 48٪
  • انخفاض حوادث الجودة (العيوب) بنسبة 41٪
  • زيادة الربحية بنسبة 22٪

تُظهر هذه النتائج أن جودة الحياة في مكان العمل تؤثر على سلوك الموظفين وعلاقاتهم بالشركة. ولهذا السبب، فإن تنظيم الفعاليات الشركاتية كوسيلة للاحتفال بالموظفين ومكافأتهم يعود بالنفع على الجميع.

في هذا المقال سنلقي الضوء بمزيد من التفصيل على كيفية تحفيز الموظفين معنويًّا.

New call-to-action

 

أهمية التحفيز المعنوي للموظفين

يعتبر التحفيز المعنوي للموظفين أحد العوامل الحاسمة في بناء بيئة عمل إيجابية وفعالة. فهو ليس مجرد مسألة تحقيق الأهداف وزيادة الإنتاجية، بل يتعدى ذلك ليشمل تعزيز الروح الجماعية والانتماء للمؤسسة. بِناءً على تجاربي الشخصية، فإنني أدركت بوضوح كبير أن التحفيز المعنوي يلعب دورًا حيويًّا في إشعال الحماس والإبداع لدى الموظفين.

تعزيز الروح الجماعية والانتماء:

عندما يشعر الموظفون بأنهم جزء من مجتمع يهتم برفاهيتهم ويقدر جهودهم، ينشأ انتماء قوي وثقافة تعاونية تسهم في بناء فريق عمل مترابط. لقد شهدتُ في مؤسسات سابقة كيف أن البرامج الموجهة نحو تعزيز القيم الأخلاقية وتقدير العمل الجماعي تؤثر إيجابيًّا على الروح الجماعية وتعزز الشعور بالانتماء.

تحفيز الإبداع والإنتاجية:

عندما يشعر الموظف بأنه مقدر ومحفز، يزداد اندفاعه لتقديم أفضل ما لديه والمساهمة بشكل فعّال في تحقيق أهداف المؤسسة. في تجربتي، لاحظت أن الموظفين الذين يتلقون تقديرًا مستمرًّا ودعمًا أخلاقيًّا يكونون أكثر استعدادًا لتقديم أفكار جديدة وتجربة أساليب عمل مبتكرة، مما يعزز الإبداع والإنتاجية في المؤسسة بشكل عام.

بناء عَلاقات مهنية مستدامة:

يسهم التحفيز المعنوي في بناء عَلاقات مهنية مستدامة بين الموظفين وإدارتهم، مما يعزز التواصل الفعال وحل المشاكل بشكل بنّاء. من خلال تجاربي، وجدت أن الموظفين الذين يشعرون بالاحترام والتقدير يبذلون جهودًا إضافية للمساهمة في نجاح المؤسسة والمساعدة في تحقيق أهدافها.

يعتبر التحفيز المعنوي للموظفين عنصرًا أساسيًّا في بناء بيئة عمل إيجابية ومثمرة، حيث يساهم في تعزيز الروح الجماعية، وتحفيز الإبداع والإنتاجية، وبناء علاقات مهنية قوية ومستدامة.

للاستزادة أكثر: 10 طرق مضمونة المفعول لتحفيز الموظفين في نهاية العام.

 

لماذا تستثمر الشركات في تحفيز الموظفين؟

تستثمر الشركات بشكل متزايد في تحفيز الموظفين لأسباب عديدة تتعلق بالتطور المستمر في طبيعة العمل واحتياجات العملاء والمنافسة المتزايدة في السوق. يعتبر تحفيز الموظفين معنويا عنصرًا أساسيًّا لنجاح أي منظمة، وذلك لعدة أسباب مترابطة.

أولًا وقبل كل شيء، يؤدي تحفيز الموظفين معنويا إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة داخل المؤسسة. عندما يشعر الموظفون بالتقدير والاعتراف بجهودهم، يصبحون أكثر استعدادًا لتقديم أداء متميز والعمل بجهد أكبر. في الواقع، وجدت العديد من الدراسات أن الموظفين الذين يشعرون بالرضا والاستمتاع بعملهم يكونون أكثر إنتاجية وتفانيًا في أدائهم.

ثانيًا، يساهم تحفيز الموظفين – ويشمل ذلك تحفيز الموظفين معنويا – في خلق بيئة عمل إيجابية ومرنة. عندما يتلقى الموظفون الدعم والتشجيع من جانب الإدارة وزملائهم، يزداد شعورهم بالانتماء والولاء للشركة. هذا بدوره يؤدي إلى تقليل معدلات الاستقالة وزيادة استمرارية الموظفين في العمل، مما يقلل من تكاليف التدريب والتكيف مع فريق عمل جديد.

يعمل تحفيز الموظفين على بناء ثقافة من التعاون والابتكار داخل المنظمة. عندما يشعر الموظفون بالحرية في التعبير عن أفكارهم والمشاركة في عملية اتخاذ القرار، يصبحون أكثر انخراطًا واهتمامًا بمصلحة الشركة. هذا يمكن أن يفتح الباب أمام فرص جديدة للابتكار والتطوير في جميع جوانب العمل.

للاستزادة أكثر: هل تبحث عن كيفية تحفيز الموظفين وتعزيز الأداء الوظيفي؟ المفتاح في المكافآت الرقمية.

 

أهم الإحصائيات عن أهمية تحفيز الموظفين معنويًّا 

تحفيز الموظفين ليس مجرد كلمة عابرة؛ بل هو عامل حاسم يؤثر مباشرة على النتائج المالية والنجاح العام للشركة. 

وفقًا لأبحاث غالوب، فإن العلاقة بين تحفيز الموظفين معنويا ونتائج الأداء المتنوعة واضحة بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، تتفوق وحدات العمل في الربع الأعلى من معدل تحفيز الموظفين على تلك التي في الربع السفلي بفارق كبير عبر مجموعة من المقاييس. إذ ترى نتائج تقييم العملاء أعلى، وتحقق ربحية متزايدة، وتزداد إنتاجية الموظفين، وتقل نسب الانتقالات الوظيفية، وتنخفض نسب الانكماش، والغياب، وحوادث السلامة، وحوادث سلامة المرضى، وعيوب الجودة.

تعتبر الإحصائيات الخاصة بالتحليل الشامل لغالوب في عام 2012 مُلهمة بشكل خاص. حيث شملت الدراسة 263 دراسة بحثية عبر 192 منظمة في 49 صناعة و34 دولة، بمجموع ما يقرب من 1.4 مليون موظف. وحدات العمل في الربع الأعلى من معدل التحفيز للموظفين تفوق تلك التي في الربع السفلي بنسب كبيرة عبر مجموعة من المقاييس، حيث يُلاحظ زيادة بنسبة 10% في تقييمات العملاء، وزيادة بنسبة 22% في الربحية، وارتفاع بنسبة 21% في الإنتاجية مقارنة بالشركات التي تعاني من انخفاض في معدلات تحفيز موظفيها معنويًّا. بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة عن الفروقات الكبيرة في الأداء بين وحدات العمل المحفزة وتلك التي تعاني من انخفاض في معدلات التحفيز. فقد زادت فرص النجاح لوحدات العمل في النصف العلوي من معدل التحفيز تقريبًا مقارنة بتلك التي في النصف السفلي.

تتأكد أهمية تحفيز للموظفين معنويا أكثر خلال الفترات الاقتصادية الصعبة، حيث يصبح الموظفون المحفزون شركاء فاعلين في تحقيق أهداف المؤسسة وزيادة إنتاجيتها وابتكارها، الأمر الذي يصبح أكثر أهمية لبقاء الشركات في ظل التحديات الاقتصادية القاسية. بالإضافة إلى ذلك، توضح الشركات التي تتمتع بنسبة كبيرة من الموظفين المحفزين نسب أرباح أعلى للسهم (EPS)، ويبدو أنها تتعافى من الركود بمعدلات أسرع مما هو في الشركات التي تفتقر إلى هذا المستوى من التحفيز.

 

كيفية تحفيز الموظفين معنويا: 6 طرق شديدة الفعالية

تعد زيادة معنويات الموظفين جزءًا أساسيًّا من بناء بيئة عمل إيجابية وملهمة. إذا كان الموظفون متحمسين ومستمتعين بعملهم، فسيكونون أكثر إنتاجية وإبداعًا، وبالتالي سيساهمون في نجاح الشركة بشكل أكبر. في هذا السياق، يمكن لبعض الأفكار البسيطة والمبتكرة أن تكون مفيدة لزيادة معنويات الموظفين وتعزيز روح الفريق داخل المنظمة. 

دور رسال للأعمال في تحفيز الموظفين معنويا

ولكن قبل الدخول في الأفكار، ثمة نقطة شديدة الأهمية وهي أنك تستطيع الآن حرفيًّا تحفيز موظفيك معنويا ببضع ضغطات. كلا، لا أبالغ. 

تعرف على حلول رسال للأعمال، وهي حلول تِقْنيّة مصممة خصيصا لمساعدة الشركات في تحفيز موظفيها من خلال شراكتها مع أكثر من 600 علامة تجارية مختلفة تمزج بين العلامات التجارية المحلية وتلك الدولية، مما يعني أنك تمتلك فرصة ذهبية في هذا الوقت لكي:

  • تقدم مكافآت رقمية تعين الموظف في رمضان الذي يطرق الأبواب. 
  • تستبق عيد الفطر.

قد تقول وكيف ذلك؟

المكافآت الرقمية التي تستطيع تقديمها من رسال كثيرة، منها مثلا بطاقات رقمية لشراء الاحتياجات من المواد الغذائية ومن العطور والملابس، وكل شيء تقريبًا قد يحتاجه الموظف في حياته الشخصية أو المهنية أو حتى للترفيه عن نفسه. حفز موظفيك الآن معنويًّا.

1. جلسات تحفيزية دورية

تعتبر جلسات التحفيز الدورية فرصة للإشادة بالإنجازات الفردية والجماعية، وتعزيز روح الفريق. يمكن تخصيص بعض الوقت خلال هذه الجلسات للاحتفال بالإنجازات الشخصية وتقديم الشكر للموظفين على جهودهم. كما يمكن استخدام هذه الجلسات لمناقشة أفكار جديدة ومشاريع مثيرة للإلهام. يجب أن تكون هذه الجلسات مفتوحة ومشاركة، بحيث يرى الموظفون أنه يُستمَع إلى آرائهم ويُهتم بمساهماتهم.

2. أنشطة ترفيهية للفريق

تعمل الأنشطة الترفيهية والفريقية على تعزيز التواصل والترابط بين أفراد الفريق. يمكن تنظيم يوم مليء بالألعاب والفعاليات الترفيهية في الهواء الطلق، مثل رحلات التخييم أو الرحلات بالقوارب. كما يمكن تنظيم فعاليات داخلية مثل مسابقات الثقافة والألعاب الجماعية مثل فرق الدومينو أو البولينج. يجب أن تكون هذه الأنشطة مليئة بالمرح والتفاعل الإيجابي بين أفراد الفريق.

3. برامج المكافآت والتقدير

تعتبر برامج المكافآت والتقدير وسيلة فعالة لتحفيز الموظفين وتعزيز معنوياتهم. يمكن تقديم مكافآت مالية، أو شهادات تقدير، أو جوائز أخرى تعكس التقدير والاعتراف بالجهود المبذولة. يجب أن تكون هذه البرامج مبنية على معايير واضحة وعادلة، ويجب أن تكون متاحة لجميع الموظفين بغض النظر عن مستوى المسمى الوظيفي أو الدور العملي.

4. برامج التطوير المهني وورش العمل

يعتبر تقديم برامج التطوير المهني وورش العمل فرصة لتعزيز مهارات الموظفين وتطوير قدراتهم. يمكن تنظيم جلسات تدريبية وورش عمل حول المواضيع ذات الصلة بمجال العمل، مما يساهم في تحفيز الموظفين وتعزيز ثقافة التعلم المستمر داخل المنظمة.

5. برامج الصحة والعافية

تعتبر برامج الصحة والعافية مِفتاحًا للمحافظة على صحة الموظفين وزيادة معنوياتهم. يمكن تنظيم فعاليات رياضية مثل المسابقات والرحلات الترفيهية، بالإضافة إلى تقديم خدمات الاسترخاء والتأمل مثل جلسات اليوغا والمساج في مكان العمل.

6. برامج التطوع المجتمعي

تعتبر فرص التطوع المجتمعي فرصة لتعزيز الروح الإيجابية داخل الفريق وبناء علاقات أقوى. يمكن تنظيم فعاليات التطوع مثل التنظيف البيئي، أو زيارات لدور الرعاية، مما يساهم في تعزيز التواصل والتعاون بين الموظفين.

للاستزادة أكثر: أفضل 6 أفكار لتحفيز الموظفين وخلق بيئة عمل فعالة.

قد تقول: ولكن هذا يبدو جهدًا عظيمًا، هل ثمة حقًّا من يستثمر في شيء كهذا؟

 

ما هي الشركات الكبيرة التي تستثمر في تحفيز الموظفين معنويا؟

تعتبر الشركات الكبيرة التي تولي اهتمامًا بتحفيز موظفيها جزءًا لا يتجزأ من إستراتيجياتها للنمو والاستمرارية في السوق. فهي تدرك أن الاستثمار في معنويات الموظفين ليس مجرد تكلفة إضافية، بل هو استثمار إستراتيجي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، وتحسين أداء الشركة، وتعزيز الولاء للعلامة التجارية. لنلقِ نظرة على بعض الشركات الرائدة في هذا المجال وكيفية تعزيزها لهذا التفاعل:

1. كوكا كولا

تضع كوكا كولا ثقافة تنظيمية قوية ترتكز بشكل كبير على رفاهية المهنيين. ومن بين ركائزها الاعتقاد بأن نجاح الشركة يعتمد مباشرة على الموظفين الملتزمين والمحفَّزين. يتم تقدير دور الموظفين بشكل كبير وتعزيز تفاعلهم من خلال توفير مجموعة من الفوائد المذهلة.

2. فيسبوك

تقدم فيسبوك مجموعة متنوعة من الفوائد والمزايا لموظفيها، كالمساعدة الطبية والسِّنية والتأمين على الحياة، بالإضافة إلى إعادة تعويض 50٪ من رسوم الاشتراك الشهرية في النادي الرياضي.

3. دريم روكس

تقدم دريم وركس مجموعة من الفوائد غير المالية التي تؤثر على جودة حياة الموظفين، مثل الدروس الرياضية ومحطات العمل المخصصة والعصائر الطبيعية والمبادرات الموجهة نحو تعزيز التفاعل.

4. جوجل

تتبع جوجل في جميع مكاتبها حول العالم سياسة ساعات عمل مرنة، مما يعكس اعتقادها في حرية ومسؤولية الموظفين وتشجيعها لهم على تحديد أهدافهم وإدارة مسار حياتهم المهنية بشكل مستقل.

5. لوريال

تَعتبِر لوريال فترة التوظيف الأولى فرصة هامة لجذب وتحفيز الموظفين، وتقوم بتنفيذ برامج خاصة لدعم هذا الهدف، مثل تطبيق Fit الذي يساعد في عملية التكامل للموظفين الجدد.

هذه الشركات تُظهر بوضوح التزامها بتحفيز وتعزيز معنويات موظفيها، مما يساهم في بناء ثقافة عمل إيجابية ومحفزة تسهم في تحقيق أهداف الشركة ونجاحها في السوق.

للاستزادة أكثر: تحفيز الموظفين لأداء أفضل: دليلك العملي والشمولي من حلول رسال للأعمال.

 

خلاصة القول

تتجلى أهمية تحفيز الموظفين معنويا كعنصر أساسي في بناء بيئة عمل إيجابية وملهمة. يعتبر تحفيز الموظفين معنويا استثمارًا حيويًّا ينعكس إيجابًا على أدائهم ومشاركتهم في تحقيق أهداف الشركة. من خلال توفير الفرص للموظفين للتطوير الشخصي والمهني، وتقديم المزايا والتحفيزات المناسبة، يتمكن القادة الإستراتيجيون من بناء فرق عمل ملهمة تساهم في نجاح الشركة. إن تحفيز الموظفين معنويا ليس مجرد إستراتيجية، بل هو ركيزة أساسية في بناء ثقافة عمل إيجابية تعزز الابتكار والولاء للمؤسسة. ومن ثم، ينبغي للشركات أن تولي اهتمامًا خاصًّا لتحفيز موظفيها معنويا، واعتماد سياسات وبرامج تحفيزية تعكس قيمها وتطلعاتها نحو النجاح والتطور المستدام في السوق.

وإن أردت اختصار الطريق وتحقيق نتائج فورية، فحلول رسال للأعمال تقدم لك كل ما تحتاج. حفز موظفيك الآن معنويا.

New call-to-action

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.