من عدم الكفاءة إلى القوة المذهلة: لمحة في تاريخ اقتصاد البطاقات الرقمية

لطالما كان الإهداء من أرقى صفات البشر على مر التاريخ، فهو الذي ساعد في تشكيل المجتمعات وتطوير الاقتصادات، لكن الجديد في الأمر هو قضية البطاقات الرقْمية، فهي اليوم أصبحت واقعًا بخاصة أننا نعيش في اقتصاد رقْمي، أما فيما مضى فقد كانت شيئًا غريبًا.
تعد البطاقات الرقمية اليوم هي العملة الوحيدة التي تترجم الإهداء، لسهولة إرسالها، لذا أصبحت خِيارًا رئيسيًّا في كل ما يتعلق بمناسبات الإهداء الكثيرة والمتعددة. إذ تؤكد دراسة جديدة أن نحو 83٪ من المشاركين فيها أبدوا استعدادهم لإهدائها على عكس الهدايا التقليدية المألوفة. المدهش، أن قبل 15 عامًا بالضبط، لم يكن أحد يُعير البطاقات الرقمية أي اهتمام، أو يوليها أي قيمة، إذ كانت بلا جدوى في نظر عموم المستهلكين. لكن بعد جائحة Covid-19، وبعد التطور المذهل للهواتف الذكية، تغير سلوك المستهلك جذريًّا، إذ بات يمتلك سوقًا متنقلاً في هاتفه اسمه: الإنترنت، أي أنه لم يعد ثمة خِيار يعادل البطاقات الرقْمية في القوة.

إذا كنت سألت أي مستهلك من قبل عن مستقبل البطاقات الرقمية لأجابك قبل أن ترمش عينه أنها وسيلة جيدة لكنها لن تدوم طويلاً، لكن التغير الذي طغى على مختلف جوانب الحياة جعل منها وسيلة في غاية الفعالية والسهولة للتغلب على معضلة اختيار الهدية المناسبة. 

درَس العديد من عملاء الاجتماع والأنثربولوجيا في العشرينيات المعنى الحقيقي للإهداء، وخرجوا بعدة نقاط في بحث مارسيل موس عام 1925م حول لماذا يُهدي الناس بعضهم بعضًا؟ 

فرسَوا على أن الإهداء يحصل لتحقيق ثلاث غايات رئيسية هي:

  1. بناء العَلاقات الاجتماعية.
  2. القبول الودي للهدية لتطوير العلاقة.
  3. تبادل الهدايا لتوطيد العَلاقات أكثر.

لكن ثمة حقيقة يجب أن ندركها وهي أنه قوة الهدية الخطأ بنفس القوة التي تحققها الهدية المناسبة في الوقت المناسب في توطيد أواصر العلاقات الإنسانية، بل قد تخلخل أوتاد العلاقة نفسها. لهذا، يعتبر إيجاد الهدية المناسبة مهمة مرهقة، ومن هنا تظهر القيمة الحقيقية للبطاقات الرقمية، إذ تساعد في اختيار نوع الهدية المناسبة لتعدد خِيارات الإهداء التي توفرها بحيث تستطيع اختيار عمر المستلم، واهتماماته، وميوله، ومن ثَم تجد حلولُ الإهداء عبر البطاقات الرقمية مثل رسال، الاقتراحَ المناسب. 

في عصرنا الرقمي الحالي، سهّلت البطاقات الرقمية كثيرًا أمر تحديد الهدية المناسبة للمستلم لقدرتها على التخصيص لتتناسب الهدية بالضبط مع المستلم، وكأنك تقرأ أفكاره بالضبط. 

وعليه فإن اقتصاد البطاقات الرقمية سيشهد نموًّا متصاعدًا، لأن الإهداء سمة بشرية، لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نستغني عنها، دع عنك الخِيارات المذهلة التي تقدمها حلول الإهداء عبر البطاقات الرقمية في حل لغز: العثور على الهدية المناسبة للمستلم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن كل زمن يفرض حيثياته الخاصة، وسمة زماننا الحالي هي الرقمنة، أي أن البطاقات الرقمية اسم على مسمى فعلاً. 

أترغب في طريقة فعالة لتسهيل عملية الإهداء وتوظيف حلول الإهداء عبر البطاقات الرقمية لصالحك؟ 

توفر رسال حلولا متكاملة لحل معضلة الهدية المناسبة، بل وتوفر لك القدرة على تخصيص البطاقة الرقمية لتتناسب مع رغبات واحتياجات المستلم بالضبط. جرّبها الآن.

 

اقتصاد بطاقات الهدايا الرقمية: جولة تفصيلية في أسباب عدم كفاءته

 

أول بطاقة إهداء رقمية شهدها التاريخ كانت في عام 1994م، وبعدها بدأت تظهر بعض الشركات المتخصصة في الإهداء الرقمي، لكن كحال أي شيء، كانت البطاقات الرقمية في مهدها ضعيفة، بل عديمة الجدوى. 

طغى الاحتيال على سماء البطاقات الرقمية في بداية الألفينات، لكن لم يكن هو المشكلة الوحيدة، بل كانت المشكلة الحقيقية في أن أغلب من كان يمتلك بطاقة رقمية لم يستخدمها إطلاقًا. إذ قالت مقالة نُشرت في مجلة نيويورك تايمز الأمريكية إن من بين 80 بليون دولار أُنفقت على بطاقات الهدايا الرقمية في عام 2006، كان نحو 8 بلايين دولار منها لم تُستخدم. فبزغ سؤال مُلح أمام جموع أصحاب الأعمال والمستهلكين: هل حقًّا بطاقات الهدايا الرقمية هي أفضل طريقة لإرسال قيمة فعلية؟

وفي عام 2007، أجمع الاقتصاديون على أن بطاقات الهدايا الرقمية كانت خِيارًا فقيرًا في قيمته، وضعيفًا في دوره. وتزايد عدد بطاقات الهدايا الرقمية التي لم تُستخدَم، لكن معلومة جديدة ظهرت في ظل هذا التساؤل الملح، وهو أن بطاقات الهدايا الرقمية كانت باسم الشركة المصدرة لها، وعليه لم يكن المستهلك قادرًا على الاستفادة منها، إذ استفادت منها الشركة فقط على أساس أنها “تعويض” ، وكانت بمثابة فوز عظيم لها في جني عظيم الأرباح.

ومثّل ذاك التعويض قيمة 8 بلايين دولار أموال لم تُنفَق، لكن كما ذكرنا، رجعت كل تلك الأموال إلى الشركات التي أصدرت بطاقات الهدايا الرقمية. بحسب شركة أبحاث الخِدمات المالية TowerGroup، فإن السبب الحقيقي وراء عدم استخدام المستلمين لبطاقاتهم الرقمية، أن الشركة المهدية لم تفكر مطلقًا في القيمة النقدية التي تقدمها للمستلم، لذا لم تكن بطاقة الهدية الرقْمية ذات قيمة. وعلل كُتاب المقالة السابقة التي نشرت في 2006  في مجلة نيويورك تايمز الأمريكية، بأن المستهلك لم يفهم القيمة الفعلية لهذه البطاقة الرقمية، فهو شيء غريب أن تحصل على بطاقة رقمية تحوي قيمة نقدية تمكنك من الحصول على منتج ما مجانًا. 

كذلك، لم يكن جهل قيمة البطاقة الرقمية هو السبب الوحيد بل كان لمناسبة الإهداء نفسها دور عظيم، لأن معظم البطاقات الرقمية التي أرسلت للمستلمين، لم تكن تتماشى مع رغباتهم، لأن الشركة التي تُهدي لم تكن تُعير رغبات أو ميول مستهلكها أي اهتمام، وعليه لم يُعر المستهلك بدوره بطاقة الهدايا الرقمية أي اهتمام هو الآخر. 

فبدأ اقتصاد بطاقات الهدايا الرقمية يدخل في طرق مسدودة، إلا أن نجم المتاجر الإلكترونية والثورة الرقمية أنار طريق البطاقات الرقمية، لأنه غيّر من سلوك المستهلك في قضاء عشرات الساعات في طوابير الانتظار في المولات والمتاجر إلى الشراء بضغطة زر وهو جالس على أريكته يشاهد التلفاز.

قد يهمك: الدليل الشامل: كل ما ترغب بمعرفته عن البطاقات الرقمية ودورها في تحفيز الموظفين وزيادة ولاء العملاء.

تطور اقتصاد بطاقات الهدايا الرقمية: كيف انتقل من عدم الكفاءة إلى أفضل خِيار للإهداء؟

الحق أن بعد بزوغ نجم المتاجر الإلكترونية الذي ساهم في تشكيل سلوك المستهلك، وبات الشراء من الإنترنت عادة طبيعية عند عموم المستهلكين، شهد اقتصاد بطاقات الهدايا الرقمية تطورًا سريعًا. تشير التوقعات الحالية إلى أن هذا الاقتصاد ستبلغ قيمته 440.7 مليار دولار بحلول نهاية عام 2027، بمعدل نمو سنوي يبلغ 8.8٪، وهو معدل فلكي إن شئت الحق، أي أننا أمام اقتصاد ضخم للغاية، وهذا لم يفوت على العديد من اللاعبين الأساسيين الناشئين في هذا القطاع ممن يُتوقع لهم أن يساهموا كثيرا في تطويره أكثر فأكثر. 

استخدام الهواتف الذكية كبديل لحلول الدفع التقليدية، فضلا عن الرفاهية التي وفرتها للمستخدم النهائي في التسوق بيسر، والتحويل إلى معظم دول العالم، سهل كثيرًا مهمة بطاقات الهدايا الرقمية، التي يمكن إرسالها لأي شخص حول العالم، وفي أي مناسبة كانت. المدهش، أن المستهلك لم يعد يشتري بطاقات الهدايا الرقمية لاصدقائه أو أفراد عائلته بل لنفسه أيضًا. الفائدة العظيمة التي حققتها بطاقات الهدايا الرقمية جعلت منها خِيارًا رئيسيًا لأي فرد حول العالم، وهذا ما لم يؤمن به عموم الاقتصاديين في مطلع الألفينات كما ذكرنا في الفقرة السابقة من هذه المقالة. 

الآن، دعنا نلقِ نظرة مفصلة أكثر على تطور هذا الاقتصاد الهائل. 

قد يهمك: البطاقات الرقمية..حين تحقق أكثر من هدف تسويقي في وقت واحد.

 كيف أصبحت البطاقات الرقمية هي السبيل الوحيد لتبادل القيمة الفعلية؟

الحق الذي لا مناص منه أن بطاقات الهدايا الرقمية تحقق المعنى الحقيقي للهدية المناسبة، لأن شرطَي أي هدية مناسبة أن تكون ذات قيمة وأن ترضي مستلمها، وهذا تماما ما توفره البطاقات الرقمية. في خضم الثورة الرقمية الحالية، أصبح عموم الناس أكثر رغبة من ذي قبل في قبول وإرسال البطاقات الرقمية، وإليك أسباب ذلك:

1.أصبح الشراء عبر البطاقات الرقمية خطة أساسية ضمن عموم المستهلكين

يجب أن نعي أن سهولة إرسال البطاقة الرقمية لا يعني بالضرورة أنها شيئ بلا قيمة، لأن الأساس في الشيء قيمته، وليس سهولة أو صعوبة إرساله، وهذا الشرط يتحقق في البطاقات الرقمية. بحسب دراسة تمت في 2020 على حالة بطاقات الهدايا الرقمية في 2020، أكد 86٪ من المشاركين أن إرسال وإهداء البطاقات الرقمية أصبح جزءًا أصيلاً من خطط شرائهم المستقبلية، لأنه يوفر لهم الترف والمتعة بشراء ما يحبون من ماركاتهم المفضلة.

2.مُتعتا المرونة الفائقة والاختيار اللامحدود لنوع البطاقات الرقمية 

يمكن تقديم البطاقات الرقمية على نوعين: إما مفتوحة وإما مغلقة. بطاقات الهدايا الرقمية المفتوحة توفر متعة التسوق من أي مكان يقبل البطاقات الائتمانية، ويمكن الاستفادة منها في عدد هائل من الأقسام: الموضة، والأزياء، والصحة، والجمال، ودفع الفواتير، والتسوق من الإنترنت. 

أما البطاقات الرقمية المغلقة فهي مدعومة من طرف العلامة التجارية المانحة لها فقط، لكن هذا لم يُنقص من قيمتها، إذ يقول 78.7٪ من مستخدمي البطاقات الرقمية إن شرط التقييد لم يفقدها أهميتها في نظرهم. الحق، أن تعدد استخدامات البطاقات الرقمية يجعلها خِيارًا رائدًا وشائعًا، وعموم المستهلكين باتوا يحبونها ويرغبون فيها أن تكون من علامتهم التجارية المفضلة.

قد يهمك: البطاقات الرقمية خيارك الأفضل للشراء والإهداء.

3.المزيد من المستهلكين يشترون بطاقات هدايا رقمية لأنفسهم

لم يكن هذا التوجه مألوفًا قبل عقد من الزمن، وهو أن يشتري المستخدم بطاقة رقمية لنفسه. إذ لطالما قُرنت بطاقات الهدايا الرقمية بالأصدقاء وأفراد العائلة من الناحية الشخصية، والموظفين وزملاء العملاء من الناحية المهنية. ووجدت شبكة Black Hawk في بحث أجرته على نِسب ونوعية بطاقات الهدايا الرقمية المشتراة في عام 2019، أن ما يمثل نسبة 33٪ يشترونها لأنفسهم فقط. 

ويعلل البحث السابق سبب شراء المستهلك بطاقة هدايا رقْمية لنفسه لعدة أسباب، منها:

  • رفاهية التسوق من الإنترنت أو من المتاجر على أرض الواقع.
  • الأمان التام الذي يأتي مع البطاقة الرقمية.
  • الحكمة المالية.
  • خِيار دفع سهل وغير مكلف.

4. دفعت جائحة Covid-19 الناس إلى تبني ثقافة البطاقات الرقمية

حظر التجوال الذي صاحب جائحة Covid-19 جعل الناس يستقرون في منازلهم أكثر من أي وقت مضى، وأظهر هذا تحولات كثيرة في سلوك الشراء، إذ بات الاعتماد على شركات توصيل طلبات الطعام وغيرها خِيارًا أساسيًّا في عادة كل أسرة، ومن هنا بدأت الناس تدرك قيمة بطاقات الهدايا الرقمية، إذ تقول دراسة أجرتها Payments EQ إن 43٪ من المشاركين زادوا من استخدامهم للبطاقات الرقمية. 

لو تذكر في فقرة أسباب عدم كفاءة بطاقات الهدايا الرقمية في هذه المقالة، ذكرنا أن من بين الأسباب الرئيسية هو عدم استخدام المستهلك النهائي لها، لكن تلك العادة مُحيَت تمامًا. إذ يؤكد بحث أجرته Bankrate أن معدل عدم استخدام البطاقات الرقمية في نقصان مستمر سنويًّا بنسبة 25٪. الإحصائيات والاتجاهات السابقة تطرح سؤالا منطقيًّا للغاية هو: لماذا يجب على الشركات – وبخاصة العربية منها – الدخول في هذا الاقتصاد المذهل؟

لماذا يجب على الشركات الدخول في اقتصاد البطاقات الرقمية المذهل؟

دعنا نتفق في قاعدة أساسية في عالم الأعمال وهي أن أي شركة حتى تبقى قائمة يجب عليها -أو قل: يتحتم عليها شرطًا- أن تتماشى مع سلوك مستهلكها. وفي عصرنا الحالي، لم تعد البطاقات الرقمية رفاهية، بل أصبحت واقعًا ملموسًا. أما من ناحية الفوائد التي ستجنيها الشركات في حالة دخولها في هذا الاقتصاد المذهل فإن أهمها هو زيادة صافي الربح، وإليك الأسباب:

  1. تساهم البطاقات الرقمية في زيادة تفاعل المستهلكين مع العلامة التجارية، بل وزيادة مبيعاتهم.
  2. تساعد الشركات في توسع الأنظمة البيئية الجديدة مما يسهم في إكسابها حصة سوقية جيدة.
  3. تسهل عملية استهداف عملاء جدد بيسر.
  4. توفير خِدمات البطاقات الرقمية كمنتج مستقل له أرباحه الخاصة.

بل إن الشركات التي تبدأ الآن في بناء برامجها الخاصة التي توفر البطاقات الرقمية ستكون لها حصة سوقية مذهلة في هذا الاقتصاد الذي ينمو بسرعة رهيبة. هذا فضلا عن حلول الربط عبر API التي تمكن عملاءك من الوصول إلى عدد كبير من البطاقات الرقمية من مختلِف الماركات العالمية. 

توفر رسال عبر منتجَيها، رسال Xcard، ورسال Channels، الخِيارين السابقين: إطلاق برنامج البطاقات الرقمية الخاصة بعلامتك التجارية، وربطه عبر API للوصول إلى خِيارات مدهشة ومتنوعة من حلول الإهداء سعيًا في تقديم تجربة لا تُنسى لعميلك.

قد يهمك: 4 خطوات لتأسيس برنامج للبطاقات الرقمية في شركتك في 2023.

الخلاصة

نستطيع أن نُجمل هذه المقالة في جملة واحدة: اقتصاد البطاقات الرقمية ينمو بسرعة قائمة، والكعكة التي يوفرها هذا الاقتصاد تشمل الجميع. لكن الأكيد هو أن حصة السباق ليست كغيرها، فلماذا التردد بعد كل هذه البراهين؟ 

وظف حلول رسال المدهشة لصالحك الآن واحصل على حصتك من هذا الاقتصاد المذهل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.